تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

أطماع أردوغان والتواطؤ الأمیرکی

مع مرور الوقت ومنذ تشکیلها الحلف لمحاربة الإرهاب على حد زعمها ما زالت واشنطن تحاول أن تظهر بصورة من یتخبط ویفقد اتجاه البوصلة وکأنها لا تعرف إلى أین تذهب فی حربها المزعومة على داعش.
رمز الخبر: ۶۱۳۲۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۵۰ - 11November 2014

أطماع أردوغان والتواطؤ الأمیرکی

أحمد عرابی بعاج

مع مرور الوقت ومنذ تشکیلها الحلف لمحاربة الإرهاب على حد زعمها ما زالت واشنطن تحاول أن تظهر بصورة من یتخبط ویفقد اتجاه البوصلة وکأنها لا تعرف إلى أین تذهب فی حربها المزعومة على داعش.

فالضربات الجویة محدودة التأثیر ولم تثن التنظیم الإرهابی عن الاستمرار فی عدوانه على المزید من الأراضی العراقیة ومحاولة الدخول إلى مدینة عین العرب التی حال دونها المقاومة الشعبیة.

لم یستطع البیت الأبیض لجم تهور أردوغان الذی ما زال یسعى للمغامرة والمقامرة خاصة بعد سماحها للعناصر الأجنبیة والمرتزقة التی ترعرعت على أراضیها بالدخول إلى عین العرب، فی محاولة لتجریب ما تستطیعه لإحداث تغییر فی قواعد اللعبة الأمریکیة لتأدیب داعش، فأردوغان وحکومته یظهران بموقع المتمرد على ما خططت له دوائر البنتاغون فضحتها حالة التوافق مع واحدة من طلباته ولو جزئیاً فی صفقة مریبة مع واشنطن، لا تخلو من خبث ورغبة فی استثمار غزوة داعش فی العراق وتداعیاتها على الأراضی السوریة.

الولایات المتحدة لا یغیب عنها ما یفعله حلیفها هولاند مع أردوغان وربما ینفذ دوراً بالوکالة باعتبار أنهما یتناغمان فی الدور الوظیفی المرسوم لهما أمریکیاً، وقد التقیا وتوافقا على استمرار العداء للدولة السوریة ودعم رغبات أردوغان بدل کبح جماحه کما حاولت واشنطن أن توحی من اللقاء.

حدیث هولاند عن أن معرکة داعش هی فی حلب تثیر الریبة وما تبع ذلک من خطوات قام بها أردوغان فی الیوم التالی لاجتماعه بهولاند، حیث بحث مجلس أمنه القومی وضع الحرب على سوریة وبشر بأن داعش عینها على حلب وهذا ما یفضح سیاسات أردوغان القادمة وأطماعه التاریخیة فی حلب کما کانت أطماعه فی الموصل وکرکوک التی لطالما حلمت بضمهم ترکیا ولم تستطع ذلک والتی یریدها أردوغان أن تکون جائزته فی حربه المعلنة على الدولة السوریة.

فبعد تحالفها مع داعش باتت ترکیا فی الآونة الأخیرة تعتبر الجهة التی ربما لدیها التأثیر الأکبر على التنظیم الإرهابی، حیث أدى ذلک إلى تشجیعها على التمرد على أسیادها فی واشنطن باعتبارها الأقرب إلى أرض المعرکة أکثر من أی جهة أخرى.

ورغم ذلک تستمر واشنطن بالتراخی واللعب فی مصیر المنطقة دون حساب للزمن ولا لتداعیاته القادمة، فهی لم تخسر شیئاً بل بالعکس ترى أن ما یجری هی حرب رابحة استراتیجیاً ومرحلیاً ومادیاً أیضاً، فتکالیف الضربات الجویة والصاروخیة تعهد بتسدیدها شیوخ النفط والغاز الذین یدفعون الفاتورة تلو الفاتورة صاغرین وقابلین أیضاً، رغبة منهم بالانتقام ودفع المنطقة إلى الفوضى کما تریدها واشنطن تعزیزاً لتواجدها وإراحة للکیان الصهیونی من جیوش الدولتین العربیتین سوریة والعراق، إضافة إلى قطع خطوط التواصل مع الحلیف الإیرانی وإبعاد شبح الحرب عن العدو الصهیونی الذی یسعى أن یکون بعیداً عن الجبهات المباشرة، حیث أوجد ملاذاً لجبهة النصرة والمجموعات الإرهابیة ذات المسمیات المختلفة على الحدود الجنوبیة لسوریة وقدم لها کل أشکال الدعم وینتظر ما ستفعله ترکیا فی مسألة إلحاحها لإقامة مناطق عازلة حیث تشجعه استجابة واشنطن أیضاً فیما لو استطاعت ترکیا إقناع البیت الأبیض بهذه المغامرة بعیداً عن مجلس الأمن إلى طلب ذلک أیضاً على الحدود الجنوبیة لسوریة.

حتى الآن لم تقترب واشنطن من أی حل سیاسی یعزز مبدأ مکافحة الإرهاب ویقی المنطقة والعالم من شره الذی یتمدد ویزداد تأثیره یوماً بعد یوم بقدوم أعداد کبیرة من الإرهابیین عن طریق ترکیا التی أصبحت القاعدة الأخطر فی الحرب على سوریة والعراق معاً.

فأی حرب على الإرهاب مصیرها الفشل ما لم تبدأ بالضغط على حلفائها لوقف دعم الإرهابیین وأن تنتهی بقناعة واشنطن بالتأثیر الأساسی لسوریة فی محاربة الإرهاب.

وحتى ذلک الحین سیبقى استمرار تعنت البیت الأبیض فی رفض التعاون الدولی والإقلیمی لمحاربة الإرهاب بجدیة وإصرارها على اللعب فی مصیر المنطقة ورعایة ممولیه وداعمیه هو المشهد الحالی المسیطر فی المنطقة إلى أجل غیر مسمى. 

المصدر: جریدة الثورة

رایکم
الأکثر قراءة