أفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء بأن جاء ذلك في كلمة ألقاها النخالة خلال مؤتمر (انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية) الذي يعقده الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في العاصمة اللبنانية بيروت، بمناسبة مرور 33 عامًا على الانتفاضة الأولى عام 1987.
وقال النخالة إن مراجعة نقدية وجدية لاتفاق أوسلو الذي فتح الباب على مصراعيه للمترددين والخائفين بعد سنوات طويلة، يستحق من الشعب الفلسطيني وقواه الحية إعادة الحسابات، والبحث الجدي في مآلات التعايش مع العدو، كما يجرى الآن.
وأضاف أن الهروب إلى الأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد لنا شيئًا، وإنما سيكرس وقائع جديدة على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع، وخاصة أن رئيس السلطة في لحظة مراجعة، اعتبر تطبيع الإمارات والبحرين طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
وبين أن المشروع الإسرائيلي قام على أساس السيطرة والهيمنة على المنطقة بكل الوسائل، بما فيها القتل والتدمير، ومن خلال فرض الحصار على غزة وكذلك الشروط المهينة والمذلة على الشعب الفلسطيني في الضفة، والاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتحويل القدس عاصمة لكيانه.
ورأى أن كل ذلك يتطلب من الجميع التوقف وإعادة الحسابات، والعمل على استنهاض الشعوب العربية والإسلامية.
واعتبر أمين عام الجهاد، أن ما يجري في المنطقة تحت عباءة الولايات المتحدة الأميركية من تمدد للمشروع الإسرائيلي في بعض دول الخليج الفارسي يخالف الإسلام والتاريخ، مؤكدًا أن كل تلك الاتفاقيات لا يمكن أن تلغي الحقوق الفلسطينية، أو تلغي حقيقة أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة.
وقال النخالة، إن اتفاق أوسلو شكل مدخلًا لاتفاق آخر بعد 3 عقود، تحت مسمى اتفاق "أبراهام" ليتبين أن أطماع الاحتلال لم تكن في فلسطين وحدها بل في كل العالم العربي والإسلامي، معتبرًا أن ما يجري بمثابة قفزة أخرى للمشروع الإسرائيلي في العمق العربي، متجاوزًا حدود سايكس بيكو، التي وضعت لذلك، ليجد الاحتلال نفسه كيانًا آخر بجانب الكيانات الضعيفة والهزيلة لمواصلة دوره في قهر الأمة والهيمنة عليها.
وأضاف "اليوم نرى تداعيات ما خططت له القوى العظمى بعد الحرب العالمية الأولى، وأكملت مشروعها بعد الحرب العالمية الثانية، بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، حيث أصبح اليوم حليفًا مقبولاً، بل مفتوحة له كل الحدود، بحرًا وبرًّا وجوًّا، في مواجهة الأمة وشعوبها المقهورة والمستنزفة، والمسيطر عليها بأجهزة الأمن، ولقمة العيش، وبوقاحة لا تخفى على أحد".
ورأى أنه لا يوجد أي مبرر يسمح بالالتصاق بالمشروع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن كل ما يجري ومنها رحلات الطيران من ضفاف الخليج الفارسي إلى ساحل المتوسط، لن تستطيع طمس الحقيقة وتغيير هوية الأمة.
وقال أمين عام الجهاد "بسلامهم المدنس يحجبون مفاعيل إعلان القدس عاصمة" للاحتلال، و"يعتقدون أنهم بهذه الحملات الإعلامية، وإظهار تفاعل بعض الناس" مع الإسرائيليين، "سوف يخففون الضغط، ويشغلون الشعوب العربية والإسلامية عن تهويد القدس، وتهويد ما تبقى من فلسطين".
وأضاف "إنهم يشغلون الأمة بأخبار التطبيع مع الصحراء التي تحمل ناطحات سحاب زائفة، ومشاريع اقتصادية مشتركة، واستثمارات كانت وما زالت ملكًا للشركات وأصحاب رؤوس الأموال، وليست للشعوب التي تعمل ليل نهار، وتستنزف كرامتها من أجل تأمين لقمة عيش مغموسة بالذل والامتهان".
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول تجريد الجميع من كل ما يملكون، لافتًا إلى اغتيال العالم الإيراني محسن زاده باعتباره دليلًا إضافيًا على ما يبيت الكيان وحلفاؤه للأمة.
وقال النخالة "هذه محاولة يائسة للانتقام من إيران، لوقوفها إلى جانب قضايا المسلمين المحقة والعادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
عقد الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة مؤتمرًا مهماً اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت ضمن سلسلة مؤتمرات الوعد الحق 6 بعنوان: "انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية".
وشارك في المؤتمر شخصيات وقيادات وعلماء كبار من دولٍ متعددة، من بينهم، الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله، والامين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، ومفتي سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسن، والشيخ جواد رياض عالم من علماء الازهر الشريف من مصر، ورئيس الوقف السني في العراق الشيخ عبد اللطيف الهميم، وشخصياتٍ أخرى من السودان ودول عربية واسلامية أخرى.
انتهی/