وکالة الدفاع المقدس للأنباء: خلال فترة الدفاع المقدس ونظراً للهجمات المستمرة لنظام البعث العراقي على مدن بلدنا، كنا بحاجة إلى أسلحة مثل الصواريخ لإجبار العدو البعثي على وقف "حرب المدن" من خلال الرد المماثل؛ ولكن بسبب العقوبات التسليحية، لم نكن نملك القدرة الصاروخية اللازمة للرد على هجمات العدو.
أظهرت تجربة الدفاع المقدس أنه لخلق ردع دفاعي، يجب علينا الدخول في مجال إنتاج الأسلحة المتطورة، وفي هذا المسار، تمكنت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بجهود كبيرة من اتخاذ خطوات كبيرة في مجال تصميم وإنتاج أنواع مختلفة من الصواريخ؛ حيث أن خلال العقدين الماضيين، رفعت القوات المسلحة القدرة الدفاعية للبلاد بشكل ملائم من خلال تصنيع صواريخ على أحدث التقنيات. أحد أنواع الصواريخ المصنعة من قبل متخصصي الصناعة الدفاعية في بلدنا هي الصواريخ المضادة للسفن وكذلك الطوربيدات.
في فترة الدفاع المقدس، كانت قواتنا المسلحة تستخدم الصواريخ المضادة للسفن بشكل محدود، وبالإمكانيات المحدودة نفسها تمكنت من توجيه ضربات قاسية لحلفاء نظام البعث العراقي الدوليين، حيث كانت استهداف السفينتين "سنجاري" و"صموئيل بي روبرتس" من بين هذه الضربات القاسية لحلفاء صدام خلال فترة الدفاع المقدس.
اليوم، إيران الإسلامية هي أيضاً رائدة في مجال تصنيع الصواريخ المضادة للسفن، ومن بين أهمها يمكن الإشارة إلى صواريخ "نور"، "قدر"، "هويزة"، "قادر"، "ظفر"، "قدير" و"نصير".
صاروخ "نور (Noor)"
صاروخ "نور" المضاد للسفر، بمدى حوالي ۳۰۰ كيلومتر وسرعة أقل من ماخ واحد، يمكنه تدمير الفرقاطات ومختلف الوحدات السطحية.
صاروخ "قدر (Ghadr)" الكروز
صاروخ "قدر" بمدى حوالي ۳۰۰ كيلومتر وسرعة دون صوتية (Subsonic) ونظام توجيه هجين (قصور ذاتي و GPS)، يلعب دوراً هاماً في تدمير الأهداف القريبة. هذا الصاروخ قادر على إصابة أهداف مثل المدمرات وحاملات الطائرات من خلال الطيران على ارتفاع منخفض وقريب من سطح البحر. تم تصميم صاروخ "قدر" أيضاً لمواجهة التهديدات البحرية ومهاجمة الأهداف الثابتة والمتحركة في البحر.
صاروخ "هويزة (Hoveyzeh)" الكروز
صاروخ "هويزة" بمدى حوالي ألف و ۲۰۰ كيلومتر وسرعة دون صوتية (Subsonic) ونظام توجيه متطور (قصور ذاتي، GPS وربما بصري)، هو أحد أكثر الصواريخ الإيرانية الكروز تطوراً ويتمتع بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية والبرية. من خلال الطيران على ارتفاع منخفض، يمكن لهذا الصاروخ أن يتمتع بقدرة التخفي عن الرادار. تم تصميم صاروخ "هويزة" لمواجهة التهديدات البحرية بعيدة المدى ومهاجمة الأهداف الاستراتيجية.
صاروخ "قادر (Qader)" الكروز
صاروخ "قادر" بمدى حوالي ۲۰۰ كيلومتر وسرعة دون صوتية (Subsonic) ونظام توجيه هجين (قصور ذاتي و GPS)، يتمتع بالقدرة على استهداف الوحدات البحرية الكبيرة والأهداف البرية. يمكن لهذا الصاروخ أيضاً أن يبقى مخفياً عن الرادارات من خلال الطيران على ارتفاع منخفض. تم تصميم صاروخ "قادر" لمواجهة التهديدات البحرية ومهاجمة الأهداف الثابتة والمتحركة في البحر. صاروخ "قادر" المحمول جواً والمسمى CM-۲۰۰ A شهد تغييرات في مواصفاته، حيث واجه النسخة المحمولة جواً من "قادر" ذات المدى الأدنى والأقصى ۲٥ إلى ۲۰۰ كيلومتر، وبنفس القطر مقارنة بـ "قادر" المنطلق من الساحل، نقصاً في الطول ليصل طوله إلى حوالي ۲.٥ متر. كما انخفض وزن هذا الصاروخ بمقدار ۲۱۱ كيلوغراماً ليصل إلى ٥۳٥ كيلوغراماً، ويحمل رأساً حربياً يزن ۱٥٥ كيلوغراماً.
يستخدم هذا الصاروخ مع باقي أفراد عائلة صواريخ "قادر" نظام توجيه قصور ذاتي للمرحلة الأولية وتوجيه راداري نشط للمرحلة النهائية. بمعنى آخر، بعد اكتشاف الهدف البحري بواسطة رادارات الاكتشاف (سواء من قبل المنصات الساحلية أو البحرية أو الجوية)، يتم إعطاء موقع الهدف للصاروخ، ويوجه الصاروخ نفسه نحو الهدف باستخدام نظام التوجيه الداخلي أو نظام القصور الذاتي الذي يعتمد على مقاييس التسارع والجيروسكوبات لأجهزة استشعار الحركة والدوران، وبعد الوصول إلى منطقة الهدف وحلول وقت تفعيل رادار الصاروخ، يقوم الصاروخ باستخدام الرادار بالقفل على الهدف ويتم توجيهه في المرحلة النهائية بشكل رادار نشط.
صاروخ "ظفر (Zafar)" الكروز
صاروخ "ظفر" بمدى حوالي ۲٥۰ كيلومتر وسرعة دون صوتية (Subsonic) ونظام توجيه هجين (قصور ذاتي و GPS)، يتمتع بالقدرة على استهداف الوحدات البحرية الصغيرة والمتوسطة، ومن خلال الطيران على ارتفاع منخفض، سيكون من الصعب اكتشافه واعتراضه. يتمتع هذا الصاروخ أيضاً بإمكانية تركيبه على الوحدات البحرية الخفيفة والسريعة.
صاروخي "قدير" و "نصير"
صاروخ "قدير" الكروز، المشابه لأخيه الأكبر (أي صاروخ قادر)، ولكن بمدى ۳۰۰ كيلومتر، يستخدم على نطاق واسع في المنصات الساحلية والوحدات القتالية التابعة للبحرية في الجيش. من المواصفات المعلنة حول صاروخ CM-۳۰۰ "قدير" يمكن الإشارة إلى مدى يتراوح بين ۱٥ إلى ۳۰۰ كيلومتر كحد أدنى وأقصى، وقطر ۳٦۰ ملم مماثل لـ "قادر" وطول مشابه له تقريباً ووزن ۷۷۰ كيلوغراماً، يشكل الرأس الحربي ۱٦٥ كيلوغراماً منها. النسخة الأحدث من هذا الصاروخ والتي تحمل اسم "CM-۹۰ نصير" وعلى عكس باقي أفراد هذه العائلة الذين كانوا يمتلكون دفعاً صاروخياً، فإنها تستخدم محرك توربوجيت. هذا الصاروخ، مع إمكانية الإطلاق من المنصات الساحلية والبحرية، يمتلك مدى أدنى ۱۰ كيلومترات ومدى أقصى ۹۰ كيلومتراً، وبقطر ۱۸۰ ملم وطول حوالي أربعة أمتار، ووزن ۳٥۱ كيلوغراماً، يمكنه حمل رأس حربي يزن ۱۳۰ كيلوغراماً بسرعة قصوى تبلغ ثمانية ماخ.
طوربيد "حوت"
تظهر التقارير الإعلامية أن إيران تمتلك أسرع طوربيد في العالم يمكنه تدمير الوحدات البحرية الثقيلة. يعتبر طوربيد "حوت" (الحوت) أحد أسرع الصواريخ البحرية في العالم، مما يدل على تقدم إيران في مجال الصواريخ البحرية. "حوت" هو صاروخ تحت السطح يتم إطلاقه في البحر من الفرقاطة أو السفينة أو الغواصة، وتبلغ سرعته ۱۰۰ متر في الثانية. تم صنع هذا الطوربيد بجهود الصناعات الدفاعية في بلدنا؛ لا يوجد نظير للصاروخ أو الطوربيد "حوت" في العالم، ولم تتمكن سوى روسيا من خلال صنع طوربيد "شكفال" من امتلاك قدرة مشابهة.
اللواء البحري الحرس "علي فدوي" نائب القائد العام للحرس الثوري يقول عن هذا الطوربيد: نظراً لقوة وسرعة "حوت" العاليتين، لا توجد أي إمكانية لصدّه أو الهروب منه؛ لأنه إذا أطلق هذا الصاروخ من مسافة ألف متر، فإنه يصيب الهدف ويدمره خلال ۱۰ ثوانٍ؛ وبالتالي لا توجد فرصة لمواجهته.
صاروخ "أبو مهدي"
هذا الصاروخ بمدى ألف كيلومتر هو صاروخ مضاد للسفن تم إنتاجه في النصف الأول من عام ۱۳۹۹ (بالهجري الشمسي). يمكن إطلاق صاروخ "أبو مهدي" من منصات إطلاق مختلفة من البر والجو والبحر. يحمل هذا الصاروخ الذي يزن أكثر من طن ونصف رأساً حربياً يبلغ ۴۰۰ كيلوغرام.
صاروخ "الخليج الفارسي"
صاروخ "الخليج الفارسي" هو صاروخ باليستي. يدخل هذا الصاروخ الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، وبمدى يزيد عن ۳۰۰ كيلومتر وبخطأ صفري يهبط على وحدات العدو البحرية المتحركة والأهداف المتحركة. عند إطلاقه، وبالنظر إلى الميزات الفريدة التي يمتلكها، يهبط صاروخ "الخليج الفارسي" بدقة على الوحدة البحرية. في مناورة عسكرية أجريت قبل سنوات، تمكن هذا الصاروخ من إصابة وحدة بحرية متحركة طولها ٦۰ متراً؛ بينما يبلغ طول حاملات الطائرات حوالي ۳۲۰ متراً.
مسار التطورات الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة الصواريخ المنطلقة من البحر، مستمرة، وبالنظر إلى أهمية البحار للحفاظ على المصالح الاستراتيجية للبلاد، سيستمر هذا المسار.
انتهی/