حول المواجهة المستمرة والمتصاعدة بين جيش الاحتلال والمقاومة الاسلامية في لبنان، أجرت مراسلة وكالة الدفاع المقدس للأنباء، مع الخبیر في شؤون في لبنان، علاء حسن، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
في الشهر التاسع من المواجهة المستمرة والمتصاعدة بين جيش الاحتلال والمقاومة الاسلامية في لبنان، ما هي النتائج الفعلية التي نجمت عن هذا الصراع؟ وهل استطاعت المقاومة الاسلامية ان تحافظ على معادلات الردع التي فرضتها منذ العام ٢٠٠٦ ومساندة المقاومة في غزة في الوقت نفسه؟
علاء حسن: إن المعادلات التي بنيت بعد حرب تموز 2006 كانت قائمة على ركيزتين: الأولى "الردع" لعدم قيام العدو بجولات معارك تستنزف قدرات المقاومة بشكل تدريجي ومرحلي وهذا ما استطاعت المقاومة الحفاظ عليه طوال مدة سبعة عشر عاما. والثاني منع الاغتيالات عبر الرد على كل عملية بعملية حتى يفهم العدو أن المقاومة جاهزة ولديها ارادة الرد وليست ضعيفة.
طبعا هذه المعادلة سقطت بعد الثامن من اكتوبر عندما قررت المقاومة فتح جبهة الاسناد لغزة وبدأت معادلات جديدة كان "الميدان" هو الذي يفرضها بالدرجة الأولى أكثر من الحراك السياسي. وهذه المعادلة كانت قائمة على عمليات متبادلة بعمق حوالي عشرة كيلومتر من طرفي الحدود. (عشرة كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية وعشرة كيلومتر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة) على أنه يجب استبعاد المدنيين من الاستهداف. وعند حصول خرق يتم التعامل معه على هذا الأساس كي لا يتم التوسع في الاستهدافات.
بطبيعة الحال في هذه المعادلة لم تكن المقاومة هي الجهة المأزومة أو المردوعة بل العدو الصهيوني وبناء عليه شعر هذا العدو أن عليه خلط الأوراق من أجل التفوق على المقاومة في فرض المعادلة التي وضعتها والتي عنونتها بـــــ "اسناد غزة"
فالمقاومة أعلنت أن الهدف من العمليات هو الضغط على العدو عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وتشتيت قدراته في مختلف المستويات دون الدخول في حرب واسعه معه وأن هذه العمليات مرهونة باستمرار القتال في غزة فمتى توقفت ستتتوقف، أما وتيرتها فهي بيد الميدان؛ أينما استطاعت توجيه ضربة ستفعل دون وجود حسابات سياسية لهذه العمليات بشكل مباشر. وللحديث تفاصيل كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
ما هي الرسائل التي بعث بها سماحة السيد نصر الله في خطابه بمناسبة تأبين الشهيد القائد طالب عبد الله "أبو طالب" ورفاقه؟ ولماذا اعتبر البعض ما قاله الامين العام من اخطر واهم خطاباته في فترة الحرب لمساندة غزة؟
علاء حسن: عندما بدأ الحديث عن امكانية توسيع عمليات العدو الصهيوني تجاه الجنوب اللبناني وصولاً إلى عمق 35 كيلومتر من أجل إراحة جبهة شمال فلسطين، بدأت المقاومة بإظهار جانب من قدراتها التي خبأتها للحرب الواسعة، فمن استخدام صواريخ ألماس إلى البراكين إلى المسيرات وفي ملف المسيرات أيضاً كان هناك تدرج في الاستخدام من حيث النوع والكم والهدف التكيتيكي، وصولاً إلى مسيرة هدد والمشاهد التي كشفتها والتي أظهرت مدى الاشراف المعلوماتي للمقاومة وما يمكن أن تفعله وفق المعادلات التي أعلن عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حول الصواريخ الدقيقة والتدمير الكبير والخ. كل ذلك لردع العدو من القيام بخطأ حسابي يؤدي إلى توسع الجبهة والتدحرج الدراماتيكي الذي يمكن أن يحصل بعد ذلك.
إلا أن الخطاب الذي أتى في أسبوع الشهيد أبو طالب لم يكن من نوع الردع بقدر ما كان من نوع إعلان الجاهزية للحرب والذي أتى على ما يبدو بعد وصول معلومات للمقاومة أن هناك تجاوباً أمريكياً مع فكرة توسيع المعركة باتجاه الشمال!
ولهذا السبب يمكن القول أن خطاب الأمين العام كان ملخص مقولته في العام 2006 عندما قال:" أردتموها حرباً مفتوحة، فلتكن حرباً مفتوحة" لكن بمفردات العام 2024.
بالتالي تهديد قبرص واعلان اللاسقف واللاضوابط واللاقواعد يعني أن المقاومة لن تقبل بشيء اسمه جولة قتالية، فإما أن تتوقف الحرب وإما نذهب إلى حرب كبرى ستكون نتيجتها "أكون أو لا أكون" وبقاء أي طرف بعد انتهاء الحرب سيعني بالضرورة عدم بقاء الطرف المقابل، ذلك أن الجولة القتالية ستعني الاستنزاف دون تحقيق الأهداف وهذا ما لن تقبل به المقاومة.
کیف تقیم دور فصائل المقاومة فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
علاء حسن: أنا أعتقد ومنطلق المعادلة المذكورة في السؤال الثاني فإن فصائل المقاومة جادة في مواقفها التي اعلنتها في حال انتهاء مرحلة الاسناد والمعادلات الحاكمة عليه وبالتالي التدحرج الذي سيحصل في أي حرب مع لبنان سيعني بالتأكيد تشكل حلفين قتالييين وكل جهة لن تقبل بهزيمة حليفها الذي يقاتل. (محور المقاومة لن يقبل بهزيمة حزب الله ومحور الصهيو أمريكي لن يقبل بهزيمة اسرائيل) وعليه ولما كانت اسرائيل غير قادرة على التعامل مع حزب الله منفردة وستُدخل معها الولايات المتحدة وباقي الدول، فإن محور المقاومة سيفعل الشيء نفسه وبنك الأهداف الموجود في المنطقة وفير لدرجة تستطيع فصائل المقاومة العمل ليل نهار ودون توقف حتى النصر.
وعليه ولما كانت اسرائيل غير قادرة على التعامل مع حزب الله منفردة وستُدخل معها الولايات المتحدة وباقي الدول، فإن محور المقاومة سيفعل الشيء نفسه وبنك الأهداف الموجود في المنطقة وفير لدرجة تستطيع فصائل المقاومة العمل ليل نهار ودون توقف حتى النصر.
انتهی/