وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، وقال أبو صبحة، في حوار خاص مع وكالة "شهاب" للأنباء، إن الاستيطان من القضايا بالغة الأهمية التي اعتمدتها الحركة الصهيونية في خططها المركزية والاستراتيجية طويلة الأمد، باعتباره أحد أهم الأدوات للاستيلاء على أراضي الشعب الفلسطيني ومنحها للمستعمرين، في محاولة لخنق الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة الطوعية من أرضهم.
واستدرك قائلا: "لكن في الحقيقة، الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه، ولا يمكن أن يغادرها بأي وسيلة من الوسائل".
وأشار إلى أن الاحتلال يستولي على أراضي الفلسطينيين بطرق ملتوية متعددة، من بينها استغلاله للقوانين العسكرية، سواء الأردنية أو البريطانية، وحتى العثمانية.
وأوضح أن الاحتلال ينتقي من هذه القوانين ما يلائمه للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وأحيانًا يستخدم القوة العسكرية المدعومة سياسيا لتنفيذ مخططاته.
كما لفت إلى التخاذل الواضح منذ السابع من أكتوبر، من قبل العالم الذي "باعنا الوهم على مدار عقود مضت" بشأن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، والتي "تبخرت" عندما تعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، وفق ما ذكره أبو صبحة.
وأضاف أن هذا العالم المتخاذل كان شريكا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وكذلك في عمليات الضم والتهويد وعنف المستوطنين.
وبيّن أبو صبحة أن هناك قرارًا واضحا من القيادة السياسية في الاحتلال بتوسيع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي، حيث أعطت المستوطنين الضوء الأخضر لتنفيذ ذلك، لا سيما في ظل التخاذل والصمت الدولي والدعم الأمريكي غير المحدود.
وحذر من ما يعرف بـ"الاستيطان الرعوي"، الذي وصفه بـ"أخطر أنواع الاستيطان" في المرحلة الراهنة.
وأوضح أن هذا النوع من الاستيطان يتم من خلال تقديم جمعيات استيطانية صهيونية كميات كبيرة من رؤوس الأغنام للمستوطنين، إلى جانب الدعم المالي والغذائي والرعاية، بل وحتى التسليح، بهدف تمكينهم من الرعي في أراضي الفلسطينيين تمهيدًا للاستيلاء عليها.
وأشار إلى أن المستوطنين، بدعم من جيش الاحتلال وشرطته، لم يتركوا للفلسطينيين أصحاب الأراضي أي مساحة لرعي مواشيهم، مما أدى إلى تضييق الخناق عليهم اقتصاديًا وجعل حياتهم أكثر صعوبة في مواجهة المستوطنين المسلحين.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير أبو صبحة أن الاستيطان أداة رئيسية يستخدمها الاحتلال للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية.
وأعرب عن أسفه لغياب الإسناد الرسمي للفلسطينيين من أجل تمكينهم من البقاء في أراضيهم، سواء من السلطة أو الحكومة، داعيا الجهات المسؤولة إلى القيام بدورها في تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني.
كما حذر من أن عدم دعم وإسناد السكان، خصوصا القاطنين في المناطق المصنفة "ج"، سيجعلهم لقمة سائغة للمستوطنين وللاحتلال.
وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدا أنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يكون منقسمًا على نفسه بينما يسعى لتحقيق أهدافه في الحرية والتحرر.
وفي ختام حديثه، حث أبو صبحة وسائل الإعلام على تكثيف الاهتمام بالمناطق التي تواجه إجرام الاحتلال والمستوطنين، ودعا إلى تعزيز الإسناد الشعبي للسكان القاطنين في المناطق "ج"، عبر تنظيم الرحلات المدرسية والزيارات الدورية، والمشاركة في مواسم الحصاد ورعاية المواشي، حتى يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.
انتهى/