وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه قال المرزوقي، إن استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة يمثل فضيحة مدوية للاحتلال، ووصمة عار تلحق بالأنظمة العربية المتفرجة، وبالغرب الذي لا يزال يردد حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، بينما ترتكب مجازر جماعية بحق المدنيين.
وأضاف: إن هذه العملية الإجرامية ستبقى وصمة عار في جبين الجميع، باستثناء الغزيين الذين يستحقون الفخر لأنهم لم يركعوا، لا للقنابل ولا للجوع ولا للتهجير.
وشدد المرزوقي على استحالة أن يتمكن مستعمر صهيوني لا يتجاوز تعداده سبعة ملايين نسمة من فرض إرادته على شعب فلسطيني محاصر، فضلا عن إخضاع ثلاث أمم كبرى في المنطقة: العربية، والإيرانية، والتركية.
ولفت إلى أن بعض قادة هذه الشعوب يعيشون في أوهام، ظنا منهم أن التطبيع مع بعض الحكام فاقدي الشرعية سيفتح لهم طريق السلام، لكنهم في الحقيقة يفقدون احترام شعوبهم، ويفقدون ثقة شعوب المنطقة شيئا فشيئا، وفق تعبيره.
وأشار المرزوقي إلى أن منسوب الغضب في الشارع العربي بلغ مستويات غير مسبوقة، متوقعا أن تفضي التطورات الجارية إلى تحولات كبرى في الوعي الشعبي، تشبه تلك التي أعقبت نكبة عام 1948.
وأكد أن الشرق الأوسط الجديد الذي يراد فرضه بالقوة لن يكتب له النجاح، بل ما ينتظر المنطقة هو مشروع جديد يبنى بسواعد أبنائها، لا على مقاسات نتنياهو وحكومته المتطرفة.
ووصف المرزوقي صمود غزة بأنها "ستالينغراد الفلسطينيين والعرب"، وقال: إن المعركة الجارية حطمت الصورة النمطية عن الجيش الذي لا يقهر، وعرت زيف الرواية الأخلاقية التي بنى الكيان الصهيوني مشروعيته عليها لعقود.
وقال: ما تحطم لن يعاد تجميعه، كما لا يمكن إعادة لصق الزجاج المهشم، مؤكدا أن الاحتلال خسر الكثير معنويا وسياسيا وعسكريا، رغم الكلفة الباهظة التي يدفعها الشعب الفلسطيني.
واختتم الرئيس التونسي السابق، بالتأكيد على مسؤولية الدول العربية، و تحديدا الأنظمة، في إعادة إعمار غزة فور انسحاب الاحتلال، مضيفا: إن عليهم التكفير عن هذا التخاذل المريب، والمشاركة في إعادة الحياة لشعب لم يستسلم رغم كل شيء.
انتهى/