شرّ الاعلام السعودی ما یضحک
میساء مقدم
یتحیر فی أمره القارئ ویُعجب من مضامینه العارف. فائق القدرة فی مجال الکذب. مبدع فی الاختلاق والتلفیق. بوقٌ هو الأوّل على سائر الأبواق. هو "الاعلام السعودی". لیس ما سبق کلاماً فی اطار الذمٌّ، ولا عبارات قدح فی سوق الکتابات والمقالات التحریضیة، بل هو وضع لـ"النقاط على الحروف" فی مرحلة یمتطی فیها "الدجّالون" فرس الصحافة العربیة.
ما نحن فیه لیس "توحّشاً سیاسیاً" فحسب، بل "توحّش اعلامی" أیضاً. یدرک الکثیرون حجم الافتراءات التی سیقت وتساق بحق المقاومة فی لبنان وکل من یدعمها أو یساندها. افتراءات لیست من العدو فحسب، بل مِمّن یفترض أن یکونوا "ذوی القربى" فی الخندق العربی "الواحد" على الأقل. لکن الجدید هو عمق الحضیض الذی وصل الیه الاعلام السعودی فی انزلاقه المهنی، حتى وصل الأمر بصحیفة "الشرق الأوسط" السعودیة الى استغلال خبر "توقیف الأمن العام اللبنانی لإحدى الفنانات فی مطار بیروت الدولی بسبب مذکرة انتربول بحقها" لشن هجوم على حزب الله واتهامه بالوقوف خلف الأمر.
الصحیفة أوردت مقالاً لمدیر عام قناة "العربیّة" عبد الرحمن الراشد تحت عنوان "جمهوریة الموز ومنع أصالة". أفاض الراشد فیه من عمق ثقافته وتحلیلاته حتى استنتج أن ملاحقة الفنانة فی بیروت جاءت "نیابة عن نظام الأسد وخدمة لإیران"، لینطلق من هذا "المُعطى" الملفّق لیسلسل مجموعة من الأکاذیب بحق المقاومة، أکاذیب اعتاد اعلام "مملکة الرمال" "الضحک" على شعبه بها.
وفیما یدرک الجاهل قبل العارف أن حزب الله هو أبعد ما یکون عن التدخل فی هکذا ملفات أقل من جانبیة بالنسبة الیه، قد یکون لزاماً على الراشد المقرب من العائلة المالکة فی السعودیة أن یلتفت لمصائب بلاده الهاربة من فخ "داعش" الذی نصبته لسوریا وحلفائها فانقلب علیها. وربّما من الأجدى له أن یبحث فی مسببات الجهل الذی یغرق فی وحوله الکثیر من الشباب السعودی، حتى تحوّل هذا الشباب الى وقود للجماعات التکفیریة الارهابیة.
وقبل أن یتبجّح الاعلامی السعودی الذی یعتبر "وجه السحّارة" لدى اعلام آل سعود وأعمدة من أعمدة الصحافة، فلیلقِ نظرة على ممکلة القهر التی یعیش فیها، حیث لا تزال المرأة تحلم بحق قیادة السیّارة، ولیتعمّق قلیلاً لیبحث فی المسببات التی جعلت من السعودیة دولة تنطلق منها جماعات التکفیر والذبح وقاطعی الرؤوس.
وبالعودة الى سطحیة الاعلام السعودی، فقد کان لدى محبّی الفکاهة موعد مع موقع "الجزیرة أونلاین" الذی تناول خبر توقیف الفنانة تحت عنوان "حزب الله یعتقل أصالة فی مطار بیروت"!. عنوان أعاد تذکیرنا بما سبق أن نشرته صحیفة "الشرق الأوسط" ذات یوم من ان حزب الله خطف امرأة سعودیة وسُمعت أصوات تعذیب فی ممرات تحت الأرض فی مطار بیروت، لیتبیّن لاحقاً أن ما زعمته کان لتبرر أمام زوجها سبب غیابها عن السمع لیومین متتالیین فی بیروت. نعم. لقد هزلت یا اعلام "آل سعود".. ندعو لکم بقلیل من الرّقی.