أجرت صحیفة "یدیعوت أحرونوت" مقابلة مع مدیر عام هیئة تطویر الوسائل القتالیة فی وزارة الحرب "رفائیل" اللواء احتیاط یدیدیا یعاری.
ورداً على سؤال حول ما اذا کانت غزة تبدو کالضاحیة الجنوبیة لبیروت الآن، قال یعاری إن "نظریة الضاحیة لم تعمل هذه المرة کما اعتقدنا، وفی المرة المقبلة ستتسبب لنا بضرر أکبر"، متحدّثاً عن أن "تهدید الصواریخ هو التهدید الأساسی".
وسألت "یدیعوت": ""حماس" أقل قوة بکثیر من الجیش الاسرائیلی، ونجحت حتى الآن فی ردع "اسرائیل" عن احتلال غزة، ألیس هذا الأمر مقلقاً؟"، فأجاب یعاری: "الحقیقة أنه لدینا کتائب وطائرات أکثر ولکن لا أهمیة حقیقة لها فی منزل مفخخ کالذی دخلت إلیه سریة فی غفعاتی أو غولانی.. "حماس" حضرت غزة تحدیدا ضد سیناریو کهذا على مدى سنوات، مع أنفاق وکمائن.. هم تحضروا لدخول قوات الجیش الاسرائیلی الى الداخل واسقاط المنزل على رؤوسهم، ومن الجید أننا امتنعنا عن ذلک".
وفی رد على السؤال التالی: ""حماس" لدیها دعم من ایران أیضا ومن صناعتها الأمنیة؟"، قال یعاری: "لدى الایرانیین امکانیات تکنولوجیة حقیقیة، ولا أقترح على أحد الاستهتار بها. لدیهم قائمة غنیة من المهندسین والعلماء من خریجی أفضل الجامعات فی العالم، ومستوى تکنولوجی لدولة متطورة جدا. ونرى ذلک من خلال انجازاتهم أمام الامریکیین مثل اسقاط طائرة بدون طیار".
کذلک سألت "هل لدینا سبب للخوف منهم؟"، فأجاب یعاری "نحن نعرف کیف نواجه الظروف على مستوى عال جدا وما زلنا أفضل من کثیر من دول أخرى. لدینا حصانة فی الحرب الالکترونیة، على سبیل المثال. ولغایة الآن لدینا افضلیة حتى على الایرانیین، رغم کل الموارد التی بحوزتهم والحجم المطلق لصناعتهم الأمنیة".
ویتابع یعاری "منذ حرب لبنان الاولى وجدنا أنفسنا نحارب لیس دولا قومیة وإنما بقایا دول قومیة. حزب الله، فتح، حماس، هذا الصراع وصل الى ذروته فی الجرف الصامد"، ویردف "الآن یوجد نوع من الاستقرار حول طبیعة التهدید، وهذا یلزم ببناء القوة بشکل مختلف، ونظریة الحرب الکلاسیکیة لا تصلح الآن. ترکیز القوات لا یعطی أیة نتیجة. یجب أن یکون الجهد مرکب فی الشبکة، فی الجو، فی البحر والبر. وفقط اذا انتقلنا الى حرب دقیقة وفوریة فاننا نستطیع الانتصار".
یدیعوت تطرح على یعاری سؤالاً آخر: "هل (الأمین العام لحزب الله السید حسن) نصرالله بنفسه قال بعد حرب لبنان الثانیة، إنه لو کان یعلم أن "اسرائیل" سترد بهذا الشکل لما خرج الى الحرب؟"، فیجیب "أنا اشکک فی التحلیلات التی اعطیت لهذا التصریح الذی قیل أمام مجموعة محددة جدا وفی ظرف معین. سنوات الهدوء التی اعقبت ذلک الحین لیست فقط نتیجة کی وعی (السید) نصر الله عندما خرج من المخبأ. کان هناک اعتبارات أخرى. یجب أن ننظر الى ما فعله منذ ذلک الحین حیث امتلک کمیات مضاعفة من السلاح، والسلاح الأفضل".
ویختم یعاری" رغم أنه (السید نصر الله) لم یطلق رصاصة واحدة، فأنا لا أرى أن وعیه قد تم کیه کما یرى آخرون، أنا أرى أنه بحاجة الى جاهزیة أکثر من اجل الجولة القادمة، وبحسب تقدیری لو لم یکن حزب الله متورطا حتى العنق فی سوریا اثناء الجرف الصامد لکان من الممکن أن یفتح جبهة اخرى مع "اسرائیل". أشک فی أن (السید) نصر الله کان سیصمد أمام الاغراء بعدم الانضمام، لکن لحظته التاریخیة لم تصل"، على حدّ تعبیره.
المصدر: موقع العهد الإخباری