وأفادت وكالة الدفاع المقدس، مايسمى بالمتحدث باسمِ الفريقِ المشترك لتقييمِ الحوادث التابع للتحالف السعودي الاماراتي والذي تم تعيينه سابقا من قبل الرياض للتغطية على مجازرها وانتهاكاتها باليمن دعا خلال مؤتمر صحفي الى محاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء حسب وصفه مضيفا انّ الهدف لم يكن يشكّل خطراً آنياً على قوات التحالف، وانّ قصف الحافلة في منطقة مدنية لم يكنْ مبرراً في ذلك الوقت. التصريحات هذه تجعل المرءَ يعتقد ان ما يسمى بخادم الحرمين في الاعلام السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد قرر ايقاف عدوانه على اليمن والتوقف عن قتل اليمنيين الذي سفك دماءهم في كل واد وجبل ومدينة وانه قرر العودة الى جادة الصواب والانسانية، خاصة وان هذه التصريحات جاءت بعد ان كان المتحدث باسم مايسمى التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي قد اكد مرارا وتكرارا ان بلاده تعمدت استهداف الحافلة وانها قتلت العشرات من القيادات العسكرية فيها ووصف العملية بانها من انجح العمليات وانها تتطابق مع قانون الحروب والقانون الانساني حسب وصفه مشككا في وجود اطفال ومدارس في صعدة.
الاعتراف هذا من قبل السعودية والامارات وان لم يكن الاول من نوعه ادى الى ردود افعال غاضبة حيث اعتبر اليمنيون ان هذا الاعتراف يعد محاولة سعودية اخرى لدفن القضية واستمرار الرياض في خديعة العالم مضيفين ان سعودية تسعى الى تجاوز الانتقادات الدولية واظهار نفسها للعالم بانها تحترم حقوق الانسان وملتزمة بالقانون الدولي التي تنتهكة كل يوم.
كما ان الاعتراف هذا ايضا اعاد للاذهان الاعتراف السعودي الشهير بارتكاب الرياض جريمة الصالة الكبرى التي راح ضحيتها اكثر من سبعمئة شهيد وجريح وجرائم ومجازر اخرى اعترفت الرياض بها لكنها ذهبت طي النسيان دون ان يتحرك المجتمع الدولي لايقاف الجرائم والمجازر التي ترتكبها السعودية والامارات بحق المدنيين في اليمن.
كما ان هناك العديد من المجازر التي ارتكبتها السعودية باليمن لكنها لم تلق ردود افعال دولية لذلك لم تهتم السعودية بها ولم تعترف بها. والسؤال اليوم هو هل تاب خادم الحرمين عن ممارسة الرذيلة وقتل الاطفال والنساء في اليمن؟ وماذا سيقدم هذا الاعتراف للشعب اليمني الذي تتكرر بحقه المجازر والجرائم؟ وما هو الهدف السعودي من هذا الاعتراف؟ حيث يجمع المحللون السياسيون ان السعودية والامارات لازالت مصرة على عدوانها وانها تعمل ليل نهار على تفتيت اليمن وتركيع الشعب مستخدمة العديد من الاوراق العسكرية والسياسية والاقتصادية. ففي الاونة الاخيرة عمدت الرياض وابوظبي الى استخدام الورقة الاقتصادية والاستفادة من حكومة هادي العميلة التي لا تقدم ولا تؤخر في ايجاد انهيار اقتصادي في البلاد.
فالحرب السعودية الاماراتية على اليمن لم تعد اليوم فقط عسكرية فهناك حرب اقتصادية اشد وطأة على الشعب اليمني حتى على اليمنيين المقيمين فيها او الساكنين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها حيث واصلت العملة اليمنية تراجعها امام العملات الاجنبية ووصل الدولار الواحد الى ستمئة ريال يمني ما ادى الى ارتفاع قياسي في اسعار السلع الاساسية في الاسواق المحلية الامر الذي ضاعف من معاناة اليمنيين الى جانب الوضع الانساني السيء الذي يعيشونه منذ اكثر من ثلاثة اعوام. واذا كان المجرم المباشر في اليمن هو سلمان بن عبدالعزيز و محمد بن زايد فاننا ايضا لا يجب ان ننسى الدور الامريكي في هذه الحرب حيث اصبحت وسائل الاعلام الامريكية تقول بشكل مباشر ان القاتل المجرم في اليمن يستخدم القنابل والاسلحة الامريكية ويحتمى ايضا بواشنطن وهذا ما يجعل الادارة الامريكية متورطة بشكل مباشر في قتل اليمنيين.
العالم - عبدالرحمن راجح
/ انتهى /