وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه أكد الأمين العامّ لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحزب التزم التزاماً تامّاً باتفاق وقف إطلاق النار، ولم يُسجّل أيّ خرق من جانبه تجاه العدو أو بالتعاون مع الدولة اللبنانية، مشدّداً على أنّ "إسرائيل هي من انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات".
وفي كلمة ألقاها في مناسبة مرور 40 يوماً على استشهاد المسؤول عن وحدة فلسطين في قوة القدس في حرس الثورة الإيراني اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، قال الشيخ قاسم إنّ الاحتلال الإسرائيلي "ندم على توقيع الاتفاق، بعدما تبيّن له أنه يعطي حزب الله قدرة على استمرار القوة الموجودة في لبنان، و"لذلك، لم تلتزم إسرائيل به".
وتابع: "ما حصل في سوريا أثّر كثيراً على الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، التي أعادت النظر في الاتفاق وندمت عليه".
وفي السياق نفسه، شدّد الشيخ قاسم على أنّ الولايات المتحدة "جاءت بإملاءات تهدف إلى نزع قوة وقدرة لبنان، والمقاومة، والشعب"، وأنّ هذه الإملاءات "تصبّ في مصلحة إسرائيل بالكامل".
كما تحدّث الشيخ قاسم عن مضمون المذكّرة الأميركية الثالثة التي قدّمها المبعوث الأميركي توم برّاك، واصفاً إياها بأنها "أسوأ من الأولى والثانية"، لافتاً إلى أنه من جملة ما تتضمّنه المذكّرة "تفكيك 50% من البنية التحتية لحزب الله خلال 30 يوماً"، كما تنصّ على انسحاب "إسرائيل" من 3 نقاط بعد تفكيك هذه البنية للحزب.
وشدّد على أنّ "خلاصة المذكّرة أنّ يد إسرائيل مفتوحة مقابل كلّ التنازلات اللبنانية"، موضحاً أنّ واشنطن تريد "تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثّلة بالمقاومة، ومنع الجيش من الحصول على سلاح يُؤثّر على إسرائيل".
وأضاف: "أميركا أنهكت لبنان ومعها بعض الدول العربية تحت عنوان: افعلوا ونحن نقدّم لكم"، مشدّداً على أنه "إذا سلّمنا سلاحنا فلن يتوقّف العدوان، وهذا ما يصرّح به المسؤولون الإسرائيليون".
وأكد الشيخ قاسم رفض حزب الله لأيّ اتفاق جديد، قائلاً: "نحن لا نوافق على أيّ اتفاق جديد، بل على تنفيذ الاتفاق القديم"، مشدّداً على أنّ "أي جدول زمني يعرض لينفّذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي لا نوافق عليه".
وحذّر من الخضوع للابتزاز المالي مقابل نزع السلاح، قائلاً: "ما نفع التمويل إذا أصبحنا أزلاماً؟ وهل التخلّي عن السلاح بناء على طلب إسرائيل وأميركا وبعض الدول العربية هو تحصين للسيادة؟".
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ مصلحة الاحتلال الإسرائيلي تقتضي عدم الذهاب نحو عدوان واسع على لبنان، قائلاً في حال حصل ذلك: "حينها المقاومة والجيش والشعب سيدافعون وستسقط صواريخ في داخل الكيان، وكلّ الأمن الذي بنوا عليه خلال 8 أشهر سيسقط في ساعة واحدة".
وتساءل عن جدوى البيان الوزاري إذا لم يتحوّل إلى حماية حقيقية للسيادة، قائلاً: "البيان الوزاري يتحدّث عن تحصين السيادة وردع المعتدين، لكن أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ أين الدفاع عن الحدود والثغور؟ وإن قلتم ليس بمقدوركم، فدعونا نحافظ على القدرة ونبنيها".
كما حمّل الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الدولة اللبنانية مسؤولية مواجهة الضغوط، داعياً إياها إلى "وضع خطط لحماية الأمن والسيادة، لا لتجريد مواطنيها من قدرتهم وخسارة أوراق القوة".