وکالة الدفاع المقدس للأنباء، تخطط الولايات المتحدة لتجزئة طويلة الامد لغزة الى "منطقة خضراء" و "منطقة حمراء". وفقا للمخطط الامريكي، ستقع المنطقة الخضراء تحت السيطرة العسكرية لاسرائيل والقوات الدولية، وستبدا اعمال اعادة اعمارها فورا، في حين ستبقى المنطقة الحمراء مدمرة الى وقت غير معلوم. تعتبر اعادة اعمار غزة احد ابرز غموضات مخطط دونالد ترامب، وتحديد "منطقة خضراء" لغزة يذكر بفشل امريكا التاريخي في العراق وافغانستان؛ حيث كانت المناطق الخضراء محاطة بجدران خرسانية، وكانت القوات المحتلة تلجا اليها للهرب من العنف الذي كانت هي سببه.

في الوقت الحالي، تم دفع جميع الفلسطينيين تقريبا الى المنطقة الحمراء؛ حيث لا وجود لاي خطة لاعادة الاعمار. وقد اكدت مصادر مطلعة ان قوات حفظ السلام ستتمركر خلف "الخط الاصفر" في شرق غزة والى جانب الجنود الاسرائيليين.
قال احد المسؤولين الامريكيين الذين طلبوا عدم كشف هويتهم: "في الحالة المثالية، ينبغي ان تتوحد شريطة غزة. لكن هذا مجرد حلم. سيستغرق هذا وقتا ولن يكون سهلا".
تثير الخطة الامريكية الحالية العديد من التساؤلات حول تزم واشنطن باتفاق الهدنة الذي اعلن عنه الشهر الماضي. لقد تغيرت الخطط المتعلقة بمستقبل غزة بسرعة كبيرة، وهذا يشير الى نهج امريكا الفوضوي والمرتجل لحل احد اكثر النزاعات صعوبة وتعقيدا في العالم.
بينما كانت امريكا تعلن بضجة اعادة تأهيل مخيمات مسيجة لمجموعات صغيرة من الفلسطينيين على مدى الاسابيع القليلة الماضية، فانها تجاوزت هذه الفكرة الان دون اي توضيح. الان، وبدون خطة عملية لنشر قوات حفظ السلام، وانسحاب الجيش المحتل، واعادة الاعمار الكامل، تقف غزة بعد سنتين من الحرب المدمرة في فراغ كامل.
يشكل انشاء قوة حفظ سلام دولية ركنا اساسيا في مخطط ترامب المكون من 20 بندا لتثبيت اتفاق الهدنة. وتامل امريكا في ان يتم الموافقة على مسودة قرار مجلس الامن الاممي الذي يضفي الصفة الرسمية على عملية قوات حفظ السلام في اوائل الاسبوع القادم.
نفى ترامب ارسال جنود امريكيين لتهيئة الطريق لانسحاب اسرائيل من غزة. وقال مصدر دبلوماسي في هذا الصدد: "وضحت امريكا للجميع انها ستحدد الاطر فقط، لكنها لن تدفع التكلفة".
في اوائل هذا الشهر، اعد قائد القيادة الوسطى للولايات المتحدة مخططات لمشاركة قوات اوروبية بين قوات حفظ السلام - بما فيها مئات الجنود من البريطانيين والفرنسيين والالمان. وتضمن المخطط وجود 1500 جندي بريطاني من المشاة مع تخصصات مثل تعطيل القنابل والطب العسكري، الى جانب 1000 جندي فرنسي لتطهير الطرق وتامينها.
كما توقعت المخططات وجود قوات من المانيا وهولندا ودول شمال اوروبا لاقامة مستشفيات ميدانية والنقل والدعم. بعد التجربة الفاشلة في العراق وافغانستان، لا يميل القادة الاوروبيون للمخاطرة بحياة جنودهم في غزة. انهم قلقون من الوقوع بين ناري القصف من حماس واسرائيل، ويخافون ان ينظر الى هذه البعثة في عيون الراي العام العالمي على انها دعم لاحتلال اسرائيل.
تتعرض الاردن ايضا لضغوط امريكية لارسال مئات من الجنود العسكريين و 3 الاف ضابط شرطة، على الرغم من ان الملك عبد الله الثاني رفض صراحة ارسال اية قوات بحجة ان بلده قريب جدا من غزة من الناحية السياسية. اكثر من نصف سكان الاردن من اصل فلسطيني، وارسال قوات اردنية الى انقاض غزة سيكون تهديدا للامن القومي الاردني.
من المتوقع ان تبدأ امريكا برنامج نشر قوات حفظ السلام على نطاق ضيق ببضع مئات من الجنود، ثم تقوم بتوسيع عددهم بالتدريج الى 20 الف جندي في المنطقة باكملها. وفقا للمخطط التشغيلي الامريكي، ستخدم قوات حفظ السلام فقط في المنطقة الخضراء. ولن تتحرك هذه القوات في الجانب الغربي من "الخط الاصفر" الذي اسيطر عليه مجددا من قبل حماس.
اكثر من 80% من مباني غزة، بما في ذلك تقريبا جميع المدارس والمستشفيات، لاضرار او دمرت في الحرب. وبعد مضي اكثر من شهر على الهدنة، ما زالت اسرائيل تقيد دخول المساعدات الى غزة، حتى انها لا تسمح بدخول بعض المواد الاساسية مثل اعواد الخيام.
نحو 1.5 مليون فلسطيني ينتظرون حصصهم الطارئة للمأوى، بينما يعيش مئات الالاف اخرين في خيام بدون وصول الى خدمات اساسية مثل مياه الشرب.
انتهی/