19 November 2024
مقابلة مع محمود الزهار

کان ینبغی التوجه إلى بیروت بعد الخروج من سوریا

کان علینا بعد الخروج من دمشق أن نتوجه إلى بیروت، فهناک شعب فلسطینی یمکن أن تعیش وسطه وأن تؤطر لبرنامج حقیقی بالتنسیق مع الجهات الموجودة هناک. أما لماذا لم نذهب إلى بیروت؟، فیجب سؤال الذین ذهبوا إلى الدوحة ولم یذهبوا إلى لبنان.
رمز الخبر: ۶۰۱۶۲
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۰۸:۱۸ - 29September 2014

کان ینبغی التوجه إلى بیروت بعد الخروج من سوریا

محمد فؤاد
محمود الزهار اسم لمع جیداً فی سماء «حماس»، رغم أنه خرج فی الانتخابات الداخلیة الأخیرة من المکتب السیاسی للحرکة. قدّم نجله حسام شهیداً خلال الانتفاضة الثانیة، ویصفه المقربون منه بأنه رأس تیار الصقور وصمام الأمان لبقاء الحرکة على النهج العسکری. کان قد شارک فی حکومة إسماعیل هنیة عام 2006 وزیراً للخارجیة.
على أنقاض بیته المدمر فی الحرب الأخیرة على غزة، جلسنا مع القیادی فی حرکة «حماس»، محمود الزهار، لفتح الملفات المتراکمة بعد الحرب. وجب الحدیث عن قبول المفاوضات المباشرة مع الاحتلال، والموقف من المصالحة والمشارکة فی الانتخابات المقبلة، ولیس أخیراً محاور الإقلیم المتنازعة وموقع «حماس» منها

■ ما موقفکم مما أثاره أحد أعضاء المکتب السیاسی فی الحرکة بشأن المفاوضات المباشرة مع إسرائیل وإمکانیة فعل «حماس» ذلک مستقبلاً؟
هذه خدعة کبیرة استخدمها الإعلام، وهی غیر صحیحة. لا نفاوض إسرائیل مباشرة مع أنه لا یوجد مانع شرعی أو سیاسی من ذلک، لکن سیاستنا عکس ذلک. من کان یفعل ذلک هو أبو مازن (محمود عباس)، وهو أیضاً إن ساعدنا فی التفاوض غیر المباشر مع الاحتلال خلال مباحثات وقف النار فی القاهرة، فإننا لم نخوله أن یفاوض إسرائیل على برنامج سیاسی ولا على حدود عام 67، ولا على أی شیء آخر. عباس کان یفاوض لرفع الحصار وفی القضایا الإنسانیة کإدخال المواد والبضائع إلى غزة.

حتى یکون الأمر واضحاً نحن قلنا لعباس اذهب فاوض کیفما تشاء حتى لا یتهمنا بأننا نضع العصا فی دولاب مشروعه، لکنه لا یتحدث باسمنا ولم نوافق على مشروعه.

■ إذن، ماذا کان یعنی موسى أبو مرزوق فی حدیثه عن المفاوضات المباشرة؟
هو عنى أنه إذا لم یؤدّ أبو مازن دوره على أکمل وجه فی المفاوضات حول القضایا الإنسانیة، فإننا سنبحث عن وسیط آخر یفاوض إسرائیل مباشرة. من الممکن الحدیث مع جهة عربیة أو دولیة کالأمم المتحدة لیفاوضوا إسرائیل فی القضایا الإنسانیة، ولیست السیاسیة.
الدلیل على ذلک أنه فی صفقة «جلعاد شالیط» فاوض الإیرلندیون إسرائیل مباشرة، کذلک تدخلت مصر وألمانیا، وکانوا أداة تفاوضنا المباشرة، أمّا نحن فلا نجلس مع إسرائیل، مع أننا نصر على اختیار جهات معینة للتفاوض أکثر من غیرها.
بشأن غضب قیادات «فتح» من حدیث أبو مرزوق، هو یعود إلى مشکلة حرکتهم التی ترى أنها الممثل الشرعی والوحید للفلسطینیین، برغم أنها فقدت شرعیتها الانتخابیة والشعبیة أیضاً.

■ کیف تردون على تحمیل أبو مازن إیاکم مسؤولیة احتکار قراری الحرب والسلم، ووجود حکومة ظل فی غزة؟
قرار السلم أخذته «فتح» عام 1992 ولم تستشر فیه أحداً. أخیراً، من أخذ قرار الحرب هو إسرائیل، فهل یعقل أن نشاوره فی قرار الدفاع عن أنفسنا. من قبله کان أبو عمار (یاسر عرفات) وهو أیضاً لم یشاور أحداً فی السلام، ما یعنی أننا لا نملک قرار سلم وحرب لنتخذه.
بشأن حکومة الظل هو (عباس) یخترع المصطلحات لیغطی على إخفاق الحکومة الحالیة، وإلا فعلیه أن یقول لنا من هم وزراء «الظل» ومن رئیسها؟ أعطیناه حکومة التوافق، وأصرّ على أن یجعل أغلب أعضائها من «فتح»، فضلاً عن أنه یرید من «حماس» أن تدفع رواتب غزة، وهذه هی النتیجة.

■ الخیارات البدیلة هی ...
الخیارات البدیلة فی حال استمرار إخفاق الحکومة أنه لا بد من بدیل، کأن تجلس الفصائل وتناقش الخیارات الأخرى. الجبهتان الشعبیة والدیموقراطیة طلبتا تشکیل حکومة وحدة وطنیة وأقرّتا بضعف هذه الحکومة، وإلى ذلک الوقت سندرس هذا الخیار.

■ لکنکم توافقتم على أن یکون عباس رئیساً توافقیاً للشعب؟
محمود عباس لیس رئیساً توافقیاً ولا شرعیاً، وبقی رئیساً للأمر الواقع. تعاملنا معه على أنه رئیس انتخب قبلنا بعام، وقد أعطیناه نصف الحکومة فی اتفاق مکة عام 2006، لکنه أراد أن ینقلب علینا وحرض على قلتنا، لذلک فقد شرعیته منذ 2005، وهو لا یمثلنا سیاسیاً. یکفی أنه صاحب برنامج فشل بعد 22 عاماً، و«دکانته السیاسیة» أفلست، فذهب إلى مهاجمة الآخرین. فی المقابل، «حماس» نجحت فی مواجهة العدوان خلال السنوات التی أعقبت انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، وحققت معادلات الانتصار فی هذه المواجهات.
قد یقولون إننا (حماس) خسرنا شرعیتنا أیضاً، لذلک نحن جاهزون للانتخابات دائماً ولا نخافها. المفروض أن تجرى الانتخابات بعد ستة أشهر من تشکیل الحکومة، لکن عباس یرفض الانتخابات، ومعلوماتنا تؤکد أنه لا یرید إجراءها خوفاً من نتائجها.
 

■ فی ظل أزمة الشرعیة، لماذا لم تفعّل منظمة التحریر على أن تکون إطاراً مرجعیاً لجمیع القوى؟
برنامج المنظمة لیس برنامجنا، وإن کنا نرید أن نحافظ علیها کإطار سیاسی، لکننا لو دخلنا سنغیر هذا البرنامج. القصة بالنسبة إلینا لیست دخول المنظمة، بل تغییر برنامجها، لأن اتفاق أوسلو الذی تبنته المنظمة «خمّارة سیاسیة» حولتها «حماس» إلى برنامج مقاومة.
■ أین صارت اللجنة خماسیة التی شکلتها «فتح» لمقابلتکم، وعلى ماذا ستتفقون؟
لیس لدی معلومات بشأن الموعد والمکان بعد، لکن المباحثات ستتطرق إلى الحدیث عن کیفیة تطبیق رفع الحصار عن غزة.

■ کنتم تتحدثون عن لجنة وطنیة لمتابعة الإعمار...
لم نشکلها بعد لأننا لو فعلنا ذلک فسیقولون إن هذا التفاف على حکومة التوافق التی یجب أن تتحمل مسؤولیتها وأن تدفع الرواتب وتنفذ مشاریع الإعمار.

■ هل تخشى «حماس» مقایضة الإعمار بسلاحها؟
لا نخشى ذلک مطلقاً، وسلاح المقاومة غیر قابل للمسّ، لا فی الحدیث ولا فی المیدان، هذا موقف جمیع الفلسطینیین، وکلهم یرفضون الحدیث عن سحب سلاح المقاومة.

■ القیادی فی «فتح» عزام الأحمد قال إنه لن یدخل «ملّیم» واحد ولن یفتح معبر رفح إلا بدخول السلطة الشرعیة إلى غزة، ما موقفکم من هذا الشرط؟
المشکلة أن «فتح» تعتبر نفسها شرعیة لأن الجهات الدولیة، وفی مقدمتها أمیرکا وإسرائیل ترغب فی منحها هذه الشرعیة والمنصب المجانی بدلاً من الحکومة التی قاومت المشروع الإسرائیلی. عن معبر رفح، هناک قراران: عربی من جامعة الدول العربیة، وإسلامی من منظمة المؤتمر الإسلامی، اتخذا عام 2006، ویدعوان إلى ضرورة رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر، لکن التغیرات السیاسیة فی مصر نهایة 2013 أدت إلى إغلاق المعبر بصورة تخالف الناحیة القانونیة.
کنا قد قلنا سابقاً إنه لا یوجد لدینا مانع من أن یأتی حرس الرئیس، لکن هناک «خربطة» سیاسیة، فحرس الرئیس علیه أن یحرس الرئیس، وحرس الحدود هو الموکل بالمعابر التی توجد فیها هیئات مدنیة مثل الزراعة والصحة وغیرها. تقدیری أن الهدف من ذلک أن یجنوا أموالاً کما کان الحال مع رجال الأمن الذین عملوا فی المعابر إبّان عهد الرئیس الراحل یاسر عرفات، والمشکلة أیضاً أنهم لیسوا على درایة بما سیفعلون إزاء هذه المعابر، وأیضاً فی ما یخص التعامل مع العاملین فیها.

■ ماذا حل بموعد استئناف المفاوضات غیر المباشرة فی القاهرة؟
لهذه اللحظة لم نبلغ بشیء، لکن الاتفاق نص على أن تکون العودة إلى القاهرة فی غضون شهر بغرض تثبیت التهدئة والبحث فی الأمور العالقة کالحدود والأمیال البحریة والإعمار. بالمناسبة، إن وقف إطلاق النار مستمر، ولیست مدته شهراً، لکن إن اعتدى الاحتلال فسنرد علیه. أما المیناء والمطار، ففی تصوری یجب ألا نأخذ إذن الاحتلال لبنائهما، لأنه وفقاً لاتفاق أوسلو، کان هناک مطار دمرته إسرائیل عام 2000. إن قررنا داخلیاً أن نبنی مطاراً واعتدت علیه إسرائیل، فسنضرب مطارها.
أیضاً کان هناک قرار لبناء میناء، لکن الخلاف على مکان بنائه، لذلک یمکن أن یبنى فی أی مکان فی القطاع ضمن قرار فلسطینی، وکذلک فإن موافقة إسرائیل لن تعنینا هنا، لأننا دفعنا ثمنهما (المطار والمیناء) فی اتفاق أوسلو باعتراف المنظمة بإسرائیل على حساب الشعب الفلسطینی.

■ ما أهمیة دور الجمهوریة الإیرانیة فی دعم المقاومة فی غزة، ولماذا کان شکر حماس لها على استحیاء؟
لم نقل لأحد شکراً، ولم نوزع جوائز على أحد بعد الحرب. الناس یعرفون من وقف معنا ومن کان فی برنامجنا. البعض شکر قطر وترکیا لموقفهما من الأزمة الأخیرة أثناء العدوان. لکن إن أردنا الحدیث عن برنامج المقاومة، فثمة جهات کثیرة نقدم إلیها الشکر، وفی مقدمتها إیران التی قدمت الدعم العسکری والسیاسی والمادی طوال المرحلة الماضیة. لن أرد على الحدیث عن وقف التمویل الإیرانی لـ«حماس» بعد أزمة سوریا، لأن المستفید هو إسرائیل. صحیح أن هناک افتراقاً خفیفاً بعد أحداث سوریا التی حافظنا فیها على الوقوف بحیاد، لکن کان علینا بعد الخروج من دمشق أن نتوجه إلى بیروت، فهناک شعب فلسطینی یمکن أن تعیش وسطه وأن تؤطر لبرنامج حقیقی بالتنسیق مع الجهات الموجودة هناک. أما لماذا لم نذهب إلى بیروت؟، فیجب سؤال الذین ذهبوا إلى الدوحة ولم یذهبوا إلى لبنان.
رغم ذلک، من یعتقد أن التوجه إلى قطر یعنی أن «حماس» ضد إیران، فهذا لیس صحیحاً. اللعب فی محاور الدول مدمر، لذلک یجب أن تکون علاقتنا بسوریا وإیران وکل الدول طیبة.

■ هل نفهم أنکم مع إعادة العلاقات مع دمشق؟
لا یوجد بیننا وبین مکونات سوریا خصومة، فلقد کنا ضیوفاً هناک ضمن برنامج مقاومة ترعاه الدولة المضیفة. غادرنا لأنه زجّ بنا فی هذه الإشکالات. أؤکد أننا ضد أی نشاط للفلسطینیین فی مخیم الیرموک أو غیره، لأن معرکتنا ضد إسرائیل فقط.

■ وعن العلاقة مع القاهرة...
لسنا معنیین فی دخول عراک سیاسی أو عسکری مع مصر، وکل ما ادعی علینا کان کذباً، ولا یوجد دلیل واحد على المزاعم بشأن قتل الجنود فی رفح. کل التهم کانت لربطنا مع إخوان مصر ووصفهم على أنهم إرهابیون، لهذا نرحب بإعادة العلاقة مع مصر.

 

المصدر: جریدة الأخبار

 

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار