19 November 2024

الضاحیة فی عاشوراء.. ارتیاح أمنی رغم الزحمة الخانقة

أثناء دخولک إلى الضاحیة الجنوبیة لبیروت، تصطدم بزحمة سیر خانقة، إلى جانب زحمة من الشائعات والخوف.
رمز الخبر: ۶۱۱۰۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۴۳ - 02November 2014

الضاحیة فی عاشوراء.. ارتیاح أمنی رغم الزحمة الخانقة

إبراهیم خلیل شرارة

أثناء دخولک إلى الضاحیة الجنوبیة لبیروت، تصطدم بزحمة سیر خانقة، إلى جانب زحمة من الشائعات والخوف. لکن تذمر العدید من المواطنین بشأن هذه الزحمة الخانقة، بالإضافة إلى التهدیدات الأمنیة الجدیّة والشائعات المخیفة التی تواکب أهالی الضاحیة، لم یمنع الحشود، من شیوخٍ ورجالٍ ونساءٍ وأطفال، من المشارکة بشکل کثیف فی المجالس العاشورائیة التی یقیمها کل من "حزب الله" وحرکة "أمل فی مناطق وأحیاء مختلفة.
عند قدومک إلى الضاحیة عبر أی مدخل من مداخلها، یستوقفک حاجز للجیش تسبقه زحمة سیر خانقة، قد تضطر من خلالها أن تنتظر حوالی ربع ساعة أو أکثر (بحسب المنطقة التی تدخل منها) حتى تصل إلى الحاجز، فیطلب منک الجندی أن تنتظر قلیلاً ریثما تنتقل إلى حاجز آخر على بعد بضعة أمتار، حیث یتم تفتیش سیارة تلو الأخرى. هذا الأمر لم یکن یحصل على کافة مداخل الضاحیة خلال الأشهر الماضیة. وبالإضافة إلى اعتماد هذه الطریقة منذ الیوم الأول لعاشوراء، یلی حاجز الجیش أو القوى الأمنیة الثانی، على بعد بضعة أمتار أیضاً، حاجز لشرطة "اتحاد بلدیات الضاحیة الجنوبیة"، حیث یقوم عناصره بالتأکد من هویة المارّة.
أما عند نقطة الذروة، بین الساعة السابعة والثامنة مساءً قبل بدء المجالس العاشورائیة، ینتشر عناصر شرطة البلدیة وعناصر الانضباط التابع لـ"حزب الله" و"أمل" على الطرقات لتأمینها وتکثیف الإجراءات الأمنیة على الطرق المؤدیة إلى الخیم حیث تُقام المجالس. وعلى سبیل المثال، ینتشر عناصر الانضباط على جادة السید هادی نصرالله کلّ یحمل جهازه اللاسلکی، وبعضهم یحمل سلاحاً، لتنظیم السیر وتأمین الشوارع الملاصقة المؤدیة إلى مجمعی "القائم" و"سید الشهداء"، حیث ترى أیضاً حواجز لتفتیش الرجال والنساء من الوافدین إلى الخیم التی تُقام فیها المجالس. ویمکننا رصد مدى التشدد فی التفتیش من خلال التفتیش والتدقیق فی حقائب النساء وعربات الأطفال، وقطع الطرق المؤدیة إلى تلک الخیم بالسیارات والحواجز الحدیدیة.
على المقلب الآخر فی بعض أحیاء بیروت کزقاق البلاط وخندق الغمیق، لا یمکنک أن ترى أی أثر لعناصر شرطة بلدیة کالتی تنظم السیر وحرکة المرور فی الضاحیة الجنوبیة، بل ترى عناصر حزبیة، بلباس حزبی، تغلق طرقات الأحیاء الضیقة أصلاً بحواجز إسمنتیة أو حدیدیة، ومنهم من یضع خیماً مغطاة بأقمشة سوداء على جانب الطریق، ما أدى إلى زیادة زحمة السیر فی تلک المناطق.
وعند انتهاء المراسم العاشورائیة بین التاسعة والعاشرة مساءً، تکتظ شوارع الضاحیة من جدید بمغادری المجالس من رجال ونساء وشیوخ وأطفال، حیث تمتلئ مطاعم الضاحیة، وخصوصاً تلک المتواجدة على جادة هادی نصرالله. ما یؤکد ان الشائعات التی صدرت عن نوایا لاستهداف الضاحیة والمجالس العاشورائیة بعملیات انتحاریة لم تُجدِ نفعاً فی تقلیص أعداد المشارکین.
ویُذکّر أحد المشارکین فی المجالس بالتفجیرات والعملیات الانتحاریة التی استهدفت المسیرات والمجالس العاشورائیة فی العراق خلال الأعوام الماضیة، ویقول إن التخوف من أن یحصل هنا مثلما کان یحصل فی العراق یجعلنا نتفهم غایة تلک الحواجز والإجراءات التی یتم اتخاذها من أجل سلامتنا. وعندما تسأل أحد المارّة عن رأیه بتلک الإجراءات الأمنیة المکثفة على جادة هادی نصرالله قبل بدء المجلس العاشورائی، یقول لک: "الله یعطیهم ألف عافیة ویحمیهم، هم یضحون بأنفسهم ویعرضون أنفسهم للخطر من أجل سلامتنا، ولولا هذه الإجراءات، یعلم الله ما قد یحصل والدماء التی قد تسیل".
خلال خطبة الیوم الأول فی مجمع "سید الشهداء"، طمأن الأمین العام لـ"حزب الله" السید حسن نصرالله المشارکین بأن التهدیدات الأمنیة أقل مما کانت علیه فی العام الماضی، داعیاً إلى مشارکة کثیفة فی إحیاء مراسم عاشوراء. واللافت للانتباه أن کل تلک التهدیدات والشائعات لم تقلّص عدد المجالس العاشورائیة والمشارکین فیها، بل إن الإجراءات الأمنیة التی تم اتخاذها منذ الیوم الأول لبدء مراسم عاشوراء جعلت الأهالی یشارکون بشکلٍ یوجه رسالة تحدٍ لکل من یرید تهدید أمنهم وسلامتهم. فهنا، لا بد من الاعتراف بجدوى الحواجز الأمنیة والإجراءات الکفیلة بحمایة المواطنین من أی اعتداء إرهابی محتمل.

المصدر: جریدة السفیر

رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار