تجدد الانباء عن وساطة بین البغدادی و الجولانی

حققت الضربات الجویة الامریکیة والعربیة لمواقع “الدولة الاسلامیة” وجبهة “النصرة” و”احرار الشام” فی سوریة ما فشلت فی تحقیقه کل الوساطات التی قام بها کبار العلماء ورجال الدین المسلمین، والدکتور ایمن الظواهری زعیم تنظیم القاعدة من حیث تحقیق مصالحة بین التنظیمات الثلاث، والدفع بها نحو الاندماج فی تنظیم موحد.
من یتابع مواقع کبار الشیوخ السلفیین المتشددین على مواقع التواصل الاجتماعی یلمس هذه الحقیقة، خاصة موقع الشیخ محمد المقدسی والدکتور عبد الله محمد المحیسنی وتغریداتهما على “التویتر”.
الشیخ المقدسی نفى فی العلن قیامه بأی جهود مصالحة بین جبهة “النصرة” التی یؤیدها و”الدولة الاسلامیة” التی عارضها لاسباب شرعیة تتعلق باعلان الخلافة وجوازه، ولکنه یقوم باتصالات وجهود فی الخفاء من اجل تقلیص الخلافات بین التنظیمین، وینعکس ذلک من خلال تغریداته الاخیرة، ویؤیده فی هذا التوجه الداعیة المعروف عبد الله محمد المحیسنی الذی انتدب للقیام بجهود الوساطة بین “الدولة الاسلامیة” وجبهة “النصرة”، واصلاح ذات البین بین زعیمیهما فی بدایة الخلاف، ای ابو بکر البغدادی وابو محمد الجولانی لحقن الدماء ووقف الصدامات، حیث قال فی تغریدة له على التویتر موجها کلامه الى الشیخ المقدسی “فکما انکم صدعتم بما تدینون لله به فی حق جماعة الدولة لما سالت الدماء لاجل المیثاق من رب العالمین فالصدع ضد الصلیب اوجب”، وتساءل بطریقة فیها کثیر من اللوم والعتب “یا علماء این میثاقکم”.
وکانت السلطات الاردنیة التی تشارک طائراتها نظیراتها فی التحالف قصف مواقع “الدولة الاسلامیة” فی العراق وسوریة قد حذرت الشیخ المقدسی من استخدام تعبیر “التحالف الصلیبی” فی بیاناته التی یطالب فیها بمواجهة هذا التحالف وهددته بالاعتقال ورد على هذا التهدید فی تغریدة اطلعت علیها “رای الیوم” على موقعه فی التویتر بقوله “ان تکلمنا بالحق وجاء مرافقا لهواهم رضوا.. واذا تکلمنا الذی یسخطهم سعوا لتکتیم افواهنا.. ایها الطغاة والغلاة رضا الله ننشد ولیس رضاکم”.
وکانت تقاریر صحافیة ذکرت ان السلطات الاردینة افرجت عن الشیخ المقدسی من معتقله لانه یختلف مع “الدولة الاسلامیة” ویقف فی الخندق المقابل لها، وهی تقاریر نفاها، ویعید التأکید على هذا النفی فی هذه التغریدة.
وذکرت صحیفة “الغاردیان” الاثنین أن تنظیم “الدولة الاسلامیة” تصالح مع جبهة “النصرة” لأهل الشام، التی وصف زعیمها أبو محمد الجولانی الحملة الأمریکیة على تنظیمه بالحملة الصلیبیة.
وقالت الصحیفة فی تقریر لمراسلها مارتن شولوف إن الدولة تعقد الآن مجالس حرب مع النصرة؛ للتخطیط للعملیات ومواجهة خطر الغارات. وتأتی هذه الخطوة بین فترة من العداء والحرب بین الفصیلیین، وهو ما أدى لفصل تنظیم الدولة من القاعدة.

المصدر: صحیفة رأی الیوم