تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

معارک الأریاف السوریة: أحجار «الدومینو» تتساقط أمام الجیش

ثلاثة أریاف متتالیة فی وسط سوریا، تشمل ریف حمص وحماه وإدلب، تشکل معاً خطاً واحداً من سیر المعارک لا یمکن فصله وتجزئته، فهو خط متواصل جغرافیاً واجتماعیاً وثقافیاً وعسکریاً، فالقرى والبلدات هی کأحجار «الدومینو» إن کانت بدایة حجرتها الأولى فی ریف حمص، فهذا لا یمنع أن تکون نهایتها على أحد حجارة قلعة حلب.
رمز الخبر: ۶۰۸۳۵
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۲۰:۱۳ - 25October 2014

معارک الأریاف السوریة: أحجار «الدومینو» تتساقط أمام الجیش

وسام عبدالله

ثلاثة أریاف متتالیة فی وسط سوریا، تشمل ریف حمص وحماه وإدلب، تشکل معاً خطاً واحداً من سیر المعارک لا یمکن فصله وتجزئته، فهو خط متواصل جغرافیاً واجتماعیاً وثقافیاً وعسکریاً، فالقرى والبلدات هی کأحجار «الدومینو» إن کانت بدایة حجرتها الأولى فی ریف حمص، فهذا لا یمنع أن تکون نهایتها على أحد حجارة قلعة حلب.
بعد إعلان سیطرة الجیش السوری على بلدة مورک فی ریف حماه الشمالی، تکون الجغرافیا المیدانیة قد شکلت العدید من المعطیات الجدیدة، فالسیطرة على ریف حماه یشکل حاجزا یقطع طریق الإمداد بین إدلب وحمص، وبالتالی فهو یمنع وصول الإمدادات من الجهة الشمالیة لمناطق الرستن وتلبیسة والحولة فی ریف حمص الشمالی، ویدفعها إما إلى الحصار أو المصالحة کما جرى مع مسلحی الحمیدیة فی حمص القدیمة.
ومع تقدم الجیش السوری فی منطقة ریف حمص تصبح البادیة السوریة من جهة شرق حمص مفتوحة أمام الوحدات العسکریة السوریة، التی تشکل الامتداد الجغرافی نحو محافظة دیر الزور، فتفتح خطوط الإمداد للوحدات العسکریة المتواجدة التابعة للجیش فی تلک المناطق التی تشکل خطوط التماس الأولى مع مجموعات من تنظیم «الدولة الإسلامیة فی العراق والشام» ـ «داعش».
وشکلت السیطرة على بلدات حلفایا ومورک فی ریف حماه نقطة تحول فی مجرى العملیات العسکریة من وسط إلى شمال سوریا، فهی منعت وصول الجماعات المسلحة، وخاصة التابعة إلى «جبهة النصرة»، إلى مدینة محردة، ذات الغالبیة المسیحیة، ومنها إلى مطار حماه العسکری، التی شنت مجموعات مسلحة عدة هجمات بهدف الوصول إلیه. کما ستؤدی السیطرة على البلدتین لتأمین وصول وحدات من الجیش السوری إلى معسکری وادی الضیف والحامدیة فی ریف إدلب لفک الحصار عنهما، والتقدم نحو بلدة خان شیخون والسیطرة علیها.
وکانت خان شیخون سقطت تحت سیطرة «حرکة حزم» بقیادة عبد الله عودة أبو زید، وهو واضع الخطة العسکریة لدخول البلدة بحسب موقع الحرکة، التی تشیر إلى أن أهم أسباب تقدمها هو استخدامها صواریخ «تاو» الأمیرکیة المضادة للدروع. وفتحت «جبهة النصرة» الطریق للدخول إلى البلدة عن طریق تنفیذ عملیات انتحاریة على حاجز الخزانات الذی یضم کمیة کبیرة من مواد البنزین والمازوت. ومع الوقت سیطرت «الجبهة» على خان شیخون لتتحول إلى معقلٍ لها وتعمل، کما فی کل منطقة، على تصفیة باقی الفصائل والجماعات المسلحة المتواجدة إلى جانبها فی المدینة أو البلدة. وستصبح هذه البلدة تحت المجهر خلال الأیام المقبلة، فهی البوابة نحو السیطرة على کامل الطریق فی ریف إدلب نحو معرة النعمان وکفرنبل وسراقب وأریحا وصولا إلى إدلب المدینة.
ویشیر مصدر میدانی إلى الواقع العسکری إذا تمت السیطرة على المنطقة. وقال «ستصبح المنطقة الوسطى فی سوریا، من إدلب حتى دمشق والسویداء، وباتجاه الغرب نحو الساحل تحت سیطرة الدولة، ما یشکل عمقاً إستراتیجیاً لعمل القوات العسکریة على الجبهات الأخرى».
ویضیف أن «تأثیر ما یحدث الآن مرتبط بحلب، فتقدم وحدات الجیش السوری من مناطق شمال وشرق حلب، والبدء بتشکیلها طوق محکم حول المسلحین، یلاقیه تقدم من جبهة الجنوب والغرب باتجاه قبتان الجبل واتارب والدانا فی ریف حلب الغربی، أی بصورة أوضح تصبح الوحدات العسکریة بشکل مباشر على الحدود الترکیة التی تشکل الممر والخزان لکافة المجموعات المسلحة».
ویعتبر المصدر المیدانی أن للجبهة الجنوبیة صبغتها الخاصة بها، فهی لیست فقط معرکة مع مجموعات مسلحة وإنما هی معرکة مع العدو الصهیونی بشکل واضح ومباشر.
وفی ریف دمشق، تستمر العملیات العسکریة بالتقدم نحو عمق الغوطة، وبشکل رئیسی نحو دوما. وبعد استخدام الطیران الحربی للصواریخ المظلیة خلال انطلاق عملیة اقتحام جوبر منذ أکثر من شهر، بدأ سکان العاصمة یسمعون فی ساعات اللیل أصوات انفجارات لصواریخ تعمل على تدمیر الأنفاق، أدت إلى تکسیر نوافذ وأبواب فی الأحیاء القریبة من خطوط التماس.
ویوضح مصدر میدانی أن العملیة العسکریة وصلت إلى جسر زملکا، وهو الحد الفاصل بین جوبر وزملکا، مشیرا إلى أن الوحدات تتقدم بشکل دقیق بسبب مساندة المسلحین من داخل زملکا للمسلحین فی جوبر لتأخیر تقدم الجیش السوری، بالإضافة إلى سیطرة الجیش على الأنفاق التی کانت تصل المنطقتین من تحت جسر زملکا.
من دوما إلى الرستن ومورک وصولا إلى خان شیخون، تتداخل المعارک مع بعضها، کما کل المعارک فی کل المحافظات السوریة، وهی لا تملک وجها عسکریا فقط، وإنما لها وجهها فی اختلاف البنیة الاجتماعیة وتغیراتها الدیموغرافیة، ولها جدلیتها فی اختلاف العقلیة والثقافة بین الریف والمدینة، وصولا إلى المحافظة على سیادة الدولة السوریة فی وجه عاصفة التقسیم والتقاسم الآتیة نحو هذه البلاد.

المصدر: جریدة السفیر

رایکم
الأکثر قراءة