23 June 2025
دور البعثات الأجنبیة و "إسرائیل" فی النهب

صحیفة: 20 ملیار دولار حجم تجارة المافیا بآثار مصر

ذکرت صحیفة مصریة أن مافیا التجارة السریة فی الآثار الفرعونیة بمصر تحقق مکاسب سنویة یزید حجمها على 20 ملیار دولار سنویا، وهو مبلغ یعادل ضعف دخل مصر من السیاحة.
رمز الخبر: ۶۰۵۰۶
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۲:۱۲ - 10October 2014

صحیفة: 20 ملیار دولار حجم تجارة المافیا بآثار مصر

ذکرت صحیفة مصریة أن مافیا التجارة السریة فی الآثار الفرعونیة بمصر تحقق مکاسب سنویة یزید حجمها على 20 ملیار دولار سنویا، وهو مبلغ یعادل ضعف دخل مصر من السیاحة.
 
واتهمت صحیفة الجمهوریة (الحکومیة) الصادرة الخمیس "إسرائیل" بأنها لیست دولة احتلال فقط، ولکنها أکبر لصوص الآثار والتراث فی العالم، مشددة على أنها تقوم بسرقة حضارة المصریین.
 
وفی حوار مع الصحیفة الخمیس، کشف الدکتور نورالدین عبدالصمد المدیر العام للتوثیق الأثری بقطاع المتاحف فی وزارة الآثار المصریة النقاب عن تجارة الآثار فی مصر تبلغ سنویا نحو 20 ملیار دولار تقوم بها عصابات أو مافیا الأثار.
 
وأماط نورالدین اللثام عن أن ما هو معروض داخل متاحف الاتحاد الأوروبی وأمریکا وکندا وروسیا لا یمثل إلا 10% من الآثار المصریة المنهوبة، مؤکدا أن معظمها موجود حالیا فی متاحف خاصة یملکها سفراء ورجال أعمال کبار، وهذه المتاحف  تحتوی على ملایین القطع الأثریة.
 
وأشار إلى أن قصة التهریب بدأت منذ عهد عصر محمد علی، وکانت الآثار المکتشفة تمنح کهدایا للسفراء والقناصل بالإضافة إلى السماح بالاتجار فیها حتی عام 1983.
 
دور البعثات الأجنبیة فی النهب
 
وأشار نور الدین إلى أن مصر بها نحو 250 بعثة أجنبیة تعمل فی التنقیب عن الآثار دون مقابل برغم أن الوزارة مفلسة، وأن القانون یوجب قسمة الآثار الناتجة عن أی بعثة أجنبیة حتى عام 1983!
 
وقال إن أکبر متاحف الآثار المصریة فی العالم موجود فی اللوفر، ویضم عددا کبیرا جدا من الآثار لکنها تحظى بعنایة فائقة، وکانت مدیرة قسم الترمیم سمحت لی بالدخول إلى أحد المواقع داخل اللوفر، وهو یحتاج إلى 20 یوما لمشاهدة الآثار الموجودة بداخله، وهی زیارة لم تتح لمسؤول من قبل، وطبعا: خرجت فی ذهول، على حد قوله.
 
وتابع: "على سبیل المثال، بدأت قصة نهب رأس نفرتیتی فی بدایة القرن العشرین، وبالتحدید عام 1906 عندما قام المهندس لودفیج یوخارت بعمل بعض الحفائر الضخمة منها فی تل العمارنة مقر "أخناتون" وسقارة، وتمکن من استخراج الکثیر من الآثار المنقولة والمعماریة، ومنها رأس نفرتیتی، وتمکن من تهریبها بطریقة غیر شرعیة نظرا لجهل المسئولین بالمطارات بعد إحاطتها بغلاف من الجبس، وفی المطار اعتبروها تحفة مقلدة، وخرجت، ولم تعد البعثات الألمانیة العاملة فی مصر نهائیا".
 
وشدد على الحاجة إلى قیام الحکومة المصریة بمراقبة الأراضی المصریة بالقمر الصناعی، واستعادة الأمن فی المناطق الأثریة، مما یتطلب إمکانات لوجستیة  للشرطة، ودعمها بسیارات الدفع الرباعی، والطائرات المروحیة، وتفعیل دور الأمن داخل وزارة الآثار بدلا من تواجدهم دون عمل خاصة أن کنوز مصر الأثریة غیر معلومة، على حد تعبیره.
 
.. وسرقات إسرائیلیة
 
وأضاف أن إسرائیل استطاعت الحفر بصفة رسمیة طبقا لسجلات جامعة بن جوریون فی 720 موقعا بسیناء بالإضافة إلى المواقع التی تم الحفر فیها خلسة من قبل جنود الاحتلال أیام موشیه دایان، وأن کل نتائج الحفر التی عثر علیها الجیش الإسرائیلی تم الاستیلاء علیها، وتعرض حالیا فی متحف تدیره یائیل ابنة موشیه دایان.
 
وأشار إلى اتفاقیة جنیف الرابعة بعد انتهاء الحرب العالمیة الثانیة تنص صراحة على حتمیة إعادة الممتلکات الثقافیة التی تم الاستیلاء علیها أثناء وبعد الحرب لبلدها الأصل، موضحا أن مصر طالبت بالفعل السلطات الإسرائیلیة بهذا الأمر،  واستطاعت إعادة بعض هذه الآثار التی استولت علیها إسرائیل إبان فترة الاحتلال، لکنها لا تمثل اکثر من 2%!
 
إهمال الحکومة المصریة
 
والأمر هکذا، قال المدیر العام للتوثیق الأثری بقطاع المتاحف فی وزارة الآثار المصریة: "عار على مصر عدم علمها بعدد القطع الأثریة الموجودة فی مخازنها لأنه فی نهایة کل عام یحدث جرد لجمیع العهد، وکان فی عهدتی 27 ألف قطعة استمرت لمدة أکثر من 10 سنوات لم یسألنی أحد فی یوم من الأیام عنها".
 
وأضاف: "کنت أرى بعینی کل عام أنه لا ینظر مطلقا لأی مخزن للآثار، بینما هی لا تقدر بثمن،  وعندما طالبت الأجهزة الرقابیة بتطبیق القانون قیل لی: "لا تلعب مع الکبار".
 
وکشف عن أن جمیع آثار مصر المنقولة والثابتة موجودة فی مخازن، وأن هناک بعض الآثار داخل المخازن لم یتم تسجیلها، برغم أنها مستخرجة منذ عقود، ولا یوجد لها "شهادة میلاد أو بیانات"، وهی آثار یمکن خروجها بسهولة، وتباع علنا دون أی تدخل من الدولة، وفق قوله.
 
وأضاف أن نحو 20% من الآثار المنقولة فی مصر مسجلة فی المخازن التی أنشأتها حدیثا القوات المسلحة، وأن أثار العالم تسجل بطریقة إلکترونیة إلا مصر، حیث تسجل ورقیا وأحیانا تتهالک السجلات، ونبدأ من جدید فی عمل سجلات أخرى ورقیة أیضا، وفی الطریق یخرج ما یخرج دون رقابة أو علم أحد!
 
وأبدى نور الدین دهشته من أن عدد العاملین فی وزارة الآثار یتراوح بین 35 و40 ألف موظف، وأن میزانیة الأجور والمرتبات الشهریة تبلغ نحو 50 ملیون جنیه برغم أن بعض المفتشین الأثریین بدون عمل!
 
وحول الضجة المثارة حول سوء صیانة هرم زوسر بمنطقة سقارة قرب أهرامات الجیزة، قال: "هرم زوسر یختلف عن کل أهرامات مصر التی یصل عددها لأکثر من 100 هرم لأنه یحتوی على العدید من الغرف، ولا یمکن حصرها بسبب عدم اکتمال الحفائر والانهیارات الموجودة داخل الهرم".
 
وأوضح أن أکثر من 30 ممرا لم یستکمل حفرهم بسبب خطورة الأسقف الداخلیة والجدران، وأنه کان من المفروض البدء من الداخل أولا فی الترمیم لکن الشرکة المنفذة شرکة غیر متخصصة فی ترمیم الآثار، وقد قامت بعمل شدات معدنیة داخل الهرم لرفع 6 درجات یبلغ ارتفاعها نحو 62 مترا بترکیب مخدات هوائیة کمسکن، وهذا لم یحدث فی تاریخ ترمیم الآثار من قبل!

المصدر: عربی 21

الكلمات الرئيسة: التراث الأثری ، سرقة آثار مصر
رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار