19 November 2024

أهداف الجيش السوري بعد الوصول إلى حدود العراق.. ماذا خسرت أمريكا؟

عملٌ نوعي واستراتيجي قام به الجيش السوري وحلفاؤه على اتجاه معبر التنف، لم يكن يتوقعه الأمريكي وأدواته في المنطقة، حيث قامت القوات السورية بتجويف العمق الذي كان من الممكن أن تعتمده الفصائل المسلحة للارتكاز على الحدود والاتجاه شمال البلاد، فقطع الجيش عليها الطريق وأفقدها أي قدرة على التحرك باتجاه الحدود العراقية.
رمز الخبر: ۶۵۱۶۸
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۱:۴۶ - 12June 2017
و أفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء البيان الذي أصدرته غرفة عمليات الحلفاء يؤكد أن الجيش السوري هو القوة الفاعلة والحقيقية لمواجهة داعش، كما يؤكد أن الوصول إلى الحدود يعدّ تحولاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب وسيشكّل قاعدة للانطلاق باتجاه عملية أخرى وهو ما يوحي بأن المعارك ستتجه ربما قريباً إلى البوكمال ومن ثم تحرير مدينة ديرالزور.

يقول مصدر ميداني لمراسل تسنيم إن مجموعة من الأهداف حققها الجيش السوري بعد التقاء الجيشين السوري والعراقي شمال نقطة "التنف"، أول هذه الأهداف تثبيت نقاطه على الحدود ومن ثم التوجه إلى باقي المحاور التي من المنتظر أن يعلن عنها الجيش قريباً.

يظهر من سير المعارك، أن هناك ديناميكية ومرونة في خطط الجيش السوري، فبعد أن كان الهدف المعلن هو الوصول إلى نقطة "التنف" الحدودية مع العراق، غيّر الجيش السوري من تكتيكه فجأة متجهاً إلى شمال شرق التنف ليقطع الطريق على الأمريكي، وليمنع أي احتكاك لقواته مع القوات الأمريكية ويتفادى أي استفزاز يمكن أن يصدر منهم.

الحركة الاستراتيجية التي قام بها الجيش السوري وحلفاؤه، لم تكن فقط لقطع الطريق على الأمريكي للتوجه إلى دير الزور، بل لمنعه من تنفيذ كامل مشروعه التقسمي الذي يهدف لإقامة إقليم كردي شمالي وإقليم عشائري جنوبي، إلا هذا المشروع المدعوم أمريكياً وبريطانياً وأردنياً تلقّى اليوم صفعة قوية بعد إنجاز القوات السورية في الوصول إلى الحدود العراقية، ومن خلال التقدّم في أرياف حمص الشرقية باتجاه البادية السورية، وأيضاً من خلال عمليات الجيش السوري شرق حلب، والتي تحبط مشاريع تمدد الفصائل الإرهابية من جهة الشمال السوري.

تشير المعطيات الميدانية أن وجهة المعارك القادمة ربما تكون في أكثر من محور وأولها منطقة "السخنة" في ريف حمص الشرقي والتي سينطلق منها شمالاً باتجاه "مسكنة" بريف حلب الشرقي كما سيتجه جنوباً وصولا الى "السلمية" فيتمدد  الجيش بذلك على كل الجبهات الممتدة على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.

حسب المعطيات أيضاً فإن ريف حماه الشرقي سيكون له أولوية بالنسة للجيش والحلفاء حيث سيؤمن لهم الاتصال بين القوات من الجنوب إلى الشمال السوري ومن ثم تكون الوجهة نحو دير الزور التي ستدور فيها أم المعارك، والتي تحتوي على العديد من حقول النفط والغاز والفوسفات وبالتالي ستشكل الرافد الأكبر للاقتصاد السوري، وبالتأكيد يبقى الاحتمال مفتوحاً أمام أي احتكاك سيحصل بين الجيش السوري وحلفائه مع الفصائل التي تدعمها واشنطن.

انتهی/ 421
رایکم
الأکثر قراءة
احدث الاخبار