أفادت وكالة الدفاع المقدس للأنباء بأن لفت الأدميرال سياري في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية إلى أن مهمة الجيش في الجمهورية الإسلامية هو الحفاظ على سيادة البلاد، واصفا إياها بأنها مهمة كبيرة وخطيرة يجب أن يكون الجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذها.
وقال: بعد الحظر الذي بدأ علينا منذ انتصار الثورة الإسلامية المجيدة وتحذير الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه بالاتكاء على الذات في مجال تصنيع الأسلحة والتدريب العسكري.. منذ ذلك الحين ونحن نتابع سياسة تأمين جميع احتياجاتنا داخليا.
وبين أن الامتثال إلى إيعاز الإمام الخميني بتلك السنين أدى إلى الاتكاء على الذات، مصرحا: اليوم يمكننا القول وبالفم الملئان إن قدرتنا الدفاعية عالية جدا، بحيث أن بإمكاننا تصنيع كافة الأسلحة التي تحتاجها قوانا البرية والجوية والبحرية.
وأضاف: خاصة في مجال العتاد نحن في اكتفاء ذاتي، إلى جانب أننا نقوم بأنفسنا بتربية كوادرنا، كما أننا وفي مختلف مناوراتنا نتبع تكتيكات نضعها بأنفسنا.. تضعها عقول شبابنا ونخبنا وخبراءنا، بحيث تمكنا من وضع تكتيكات وإجراءات جديدة.
وقال سياري: "نحن نؤكد أننا في جيش الجمهورية الإسلامية نتمتع بقدرة دفاعية عاليا جدا بحيث يمكننا الصمود أمام أي تهديدات."
وبشأن تأثير رفع الحظر التسليحي إيران مؤخرا قال نائب قائد الجيش الإيراني: لم نكن نعول على رفع الحظر التسليحي عن إيران، كما لم نعول خلال الأربعين عاما الماضية على شراء السلاح من الخارج.
وأضاف: إن ما يشكل هاجسا لنا اليوم هو الارتكاز على الداخل وعلى القوى العاملة ونخبنا الشبابية.. ما نعدو خلفه هو رفع الجهوزيات للدفاع عن البلاد من أجل الحفاظ على سيادتها.. لكن لا ضير من التبادل المعرفي مع هنا وهناك ومع مراعاة مصالحنا وعزتنا.
و في جانب آخر من اللقاء أكد الأدميرال سياري أنه ونظرا للإمكانيات والمستوى الرفيع من التجهيزات والمعرفة العسكرية التي تتمتع بها إيران اليوم لديها الاستعداد والقدرة بإقامة مناورات مشتركة أرضية أو بحرية أو برية مع البلدان الصديقة، وقال إنه وبالفعل كانت لإيران العام الماضي مناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين في بحر عمان.
ونوه إلى أن مهمة القوة البحرية بجيش الجمهورية الإسلامية هو الدفاع عن الثغور البحرية ومنافع البلاد في المياه الوطنية ونقاط المراقبة والمياه الحرة.
ولفت إلى أنه وبإيعاز من القيادة العامة خطت إيران خطوة إلى الأمام منذ حوالي 13 عاما، وهو الحضور في المياه الحرة، مبينا أن سياسة الإبحار في المياه الحرة سياسة متبعة من قبل جميع البلدان، وقال: شأننا شأن البلدان الأخرى في الحضور في المياه الحرة ومع مراعاة قوانين البحار من دون التعرض للمصالح والثغور البحرية لأي بلد.
وأضاف: على سبيل المثال أوفدنا مجموعاتنا البحرية إلى المحيط الهادىء أو الأطلسي أوالهندي أو البحر الأبيض المتوسط، كما رست مجموعاتنا البحرية في العديد من الموانىء في شتى أنحاء العالم، وجاء ذلك في سبيل تمتين الدبلوماسية الدفاعية البحرية وتوسعة العلاقات البحرية مع مختلف البلدان.
وأشار الأدميرال سياري إلى أن هذه الإمكانيات الدولية كانت نتاج الاتكاء على الذات، وقال إن إيران توصلت وبذلك اليوم إلى إمكانية صنع العوامات العملاقة وفي المقاييس العالمية ذات المدة بقاء عالية في المياه المالحة، ومواصلة الدبلوماسية البحرية وتوفير أمن الملاحة أينما اقتضت الحاجة لحماية مصالحها.
وأضاف: كما أوفدنا غواصاتنا إلى المياه الحرة في إطار عرض الاقتدار الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية، وهذه سياسة ملهمة بالنسبة للآخرين، أي أن الذين يتصورون أن إجراءات الحظر قد شلت حرتنا سيرون أننا توصلنا إلى مكانة بحيث أن غواصاتنا باتت تبحر في أقصى مياه العالم.
وأشار إلى إن إيران قبل الثورة وحتى بعد انتهاء الحرب الصدامية المفروضة لم تكن لديها غواصات، وأوضح: بعدها قررنا أن نكون كسائر القوى المسلحة المقتدرة في العالم مسلحين بالإمكانيات تحت السطح، فبدأنا جهودنا، وتكللت الجهود بالنجاح، حيث بدأنا بغواصة طراز "غدير" الخفيفة ووصلنا في هذا المجال إلى اكتفاء ذاتي كامل وصنعنا العدد الذي نحتاجه منها وهي مستخدمة حاليا، وكان الطراز التالي طراز "فاتح" حيث تم تصنيعه بمساعدة العلماء والشركات المعرفية والجامعات ووزارة الدفاع والقوة البحرية ذاتها، صنعوا هذا الطراز نصف الثقيل وهي تخوض عملياتها راهنا، كما تمكننا من تزويدها بكافة الأسلحة التي كنا نريد، وهي في الخدمة.
وأضاف: بالطبع نتابع طرزا متقدمة أخرى، حيث كان لدينا تطورا لافتا جدا في هذا المجال، وهذه النجاحات والتوفيقات القيمة التي حصلت آخذة بالتوسع، ونأمل بأن نزيح الستار عن تجهيزات بحرية أخرى في المستقبل.
وخلص نائب قائد الجيش الإيراني في الشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري إلى القول: "لدينا من القدرات بقدر أن أي أحد أراد الإضرار بأمننا أو التعرض لمصالحنا سوف يتلقى الرد."
انتهی/