وأفادت وکالة الدفاع المقدس للأنباء، أنه حرس الثورة الإسلامية أصدر بياناً بمناسبة ذكرى تحرير خرمشهر ويوم المقاومة، جاء فيه: "فتح خرمشهر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل تجلٍّ عظيم لهوية وقوة متنامية، وانتصار لإرادة شعب مؤمن وثوري على آلة الحرب التابعة للنظام البعثي وداعميه الإقليميين والدوليين. لقد تحقق هذا النصر بالاعتماد على الإيمان بالله، والقيادة الحكيمة والشجاعة للإمام الخميني (رضوان الله عليه)، والمشاركة الميدانية للشعب، والتخطيط والشجاعة التي أظهرها القادة الشباب المؤمنون والثوريون من الجيش والحرس الثوري ودعم جهاد الإعماء، واستطاع أن يغيّر جميع المعادلات العسكرية والسياسية للعدو.
ويضيف البيان: "إن إطلاق اسم "بيت المقدس" على عملية تحرير خرمشهر لم يكن مصادفة، بل لأن القادة الشهداء اعتبروا أن خرمشهر هي بوابة فتح القدس، وكانوا يحملون أمنية تحرير فلسطين. ولن يمضي وقت طويل حتى يحقق شباب جبهة المقاومة هذا الحلم، وسيواصل شباب فلسطين والمسلمون الكفاح ضد الكيان الصهيوني حتى تحرير القدس الشريف، وسيفلقون البحر بعصا موسى ويغرقون جنود الصهاينة في أمواج غضب الشعوب الإسلامية."
وتابع البيان: "إن إحياء ذكرى 3 خرداد 1982 وتحرير خرمشهر هو نور يهتدى به في المستقبل، ودليل على وعد الله بنصرة المجاهدين، ولا شك أن الحفاظ على هذه الذكرى يعزز خطاب المقاومة أمام خطاب الشر في وعي الجيل الحالي والقادم."
وأشار البيان إلى أن "شباب إيران الإسلامية، من خلال استلهام نموذج المقاومة وهذه الملحمة التاريخية، قادرون على التفكير في تحقيق انتصارات جديدة على شاكلة خرمشهر، وهزيمة العدو في ميدان الحرب المركبة، تماماً كما فعل القادة الشباب الذين حرروا خرمشهر. فبإمكانهم اليوم أيضاً، في مواجهة الحرب التي لا تزال مستمرة بأبعادها المختلفة والمركبة، أن يُربكوا حسابات العدو ويغيّروا تقديراته، مستندين إلى القوة الكامنة والمتولدة من داخل البلاد."
وأكد البيان ضرورة الاستفادة من دروس الدفاع المقدس، قائلاً: "لا شك أن كما تمكن مجاهدو الإسلام وأبناء الشعب الإيراني في العملية التاريخية والملهمة «بيت المقدس» من تحويل المستحيلات إلى ممكنات، وإفشال مخططات النظام البعثي بقيادة صدام والداعمين الإقليميين والدوليين له، فإن إيران والإيرانيين، في هذا الظرف التاريخي الحساس، قادرون أيضاً على تحويل المستحيلات إلى ممكنات في ميادين الاقتصاد والثقافة والأمن، عبر التحلي بالروح الجهادية والثورية، وتمهيد الطريق نحو التقدم وبلوغ القمم الشامخة في مسار العزة والاقتدار في العصر الراهن."
وجاء في ختام البيان، مع الإشادة بذكرى وتضحيات شهداء الدفاع المقدس خلال الأعوام الثمانية، ولا سيما شهداء عملية "بيت المقدس" وتحرير خرمشهر: "إنّ حرس الثورة الإسلامية، مستندًا إلى مبادئ الإمام الخميني الراحل (رض) وأهداف الشهداء الخالدين لهذا الوطن العزيز، وتحت قيادة وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله)، وبالاستناد إلى دعم شعبي راسخ لا يتزعزع، يواصل تعزيز جاهزيته الشاملة في جبهات مواجهة الأعداء يوماً بعد يوم. ومن خلال التنسيق والتكامل مع سائر القوات المسلحة، فإنّ الحرس الثوري يضع إصبعه على الزناد، مستعدًا للرد الحاسم، الرادع، والذي يفوق التوقعات على أي عدوان أو تحرك عدائي من العدو؛ ردّ من شأنه أن لا يُغرق المعتدين الواهمين في الندم الشديد فحسب، بل يغيّر أيضًا معادلات القوة الاستراتيجية لصالح جبهة الحق وضد الشيطان الأكبر وكيانه الصهيوني الوكيل في غرب آسيا."
انتهى/